منذ أن هاجم الجيش الإسرائيلي قطاع غزة في أوائل أكتوبر من العام الماضي، لم تظهر القوات الإسرائيلية أي نية لوقف الإبادة الجماعية التي أودت بحياة أكثر من 32 ألف فلسطيني إلى غاية حلول شهر رمضان، والذي خلاله يصوم غالبية سكان غزة المسلمين، خلال هذا الشهر تواصل القوات الإسرائيلية قصف قطاع غزة. متجاهلة الدعوات لوقف إطلاق النار التي وافق عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبرغم كل ذلك يواصل الجيش الإسرائيلي قصف غزة. مما أسفر عن قتل عشرات المدنيين وجرح آخرين جراء القصف الصاروخي والمدفعي الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين الذي استهدف مناطق مختلفة من قطاع غزة.
حتى أن الدبابات الإسرائيلية فتحت النار بمحيط المجمع الطبي الشفاء، في غرب مدينة غزة. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه وفودا من الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء (27/3)، بما في ذلك ممثلون ديمقراطيون وجمهوريون، إن العمل العسكري الذي قام به كان يهدف إلى ممارسة الضغط على حماس. وقال نتنياهو إن الهدف هو إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
أجبرت الحرب بين حماس وإسرائيل 85 في المائة من سكان غزة على الفرار وسط نقص في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية. وفي نفس الوقت، تضررت أو دمرت 60 في المائة من البنية التحتية هناك. وتحت ذريعة إطلاق سراح مواطنيها الذين تحتجزهم حماس، ستواصل إسرائيل مهاجمة قطاع غزة. ومن المؤكد أن أي هجوم عسكري إسرائيلي سيؤدي إلى زيادة الخسائر في الأرواح ومعاناة المدنيين الفلسطينيين، ولا سيما النساء والأطفال.
كثيرا ما وجهت نداءات من المجتمع الدولي لوقف الهجمات، لكن إسرائيل تجاهلتها. ومن المأمول أن يكون هناك شعور بالإنسانية في قلوب الزعماء الإسرائيليين قبل انتهاء شهر رمضان، حتى تتوقف الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة قريبا.