بدأت مناقشة الجهود المبذولة للحد من الاعتماد على الدولار أو إلغاء التعامل بالدولار في الآونة الأخيرة. فاليوم تحاول بعض الدول الحد من الاعتماد على الدولار. وفعلا بدأت الصين والبرازيل في تنفيذ هذه التدابير. ففي نهاية شهر مارس ، اتفق البلدان على التوقف عن استخدام الدولار الأمريكي والتحول إلى استخدام عملاتهما الخاصة ، اليوان والريال.
بالإضافة إلى الصين والبرازيل ، يستعد تحالف بريكس ، وهو مزيج من خمس دول ، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، للتخلي عن الدولار الأمريكي لإجراء التجارة بين الدول.
كما تبذل الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا أي آسيان جهودا للحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي. في الواقع ، بدأت ثلاث دول من الآسيان ، وهي إندونيسيا وماليزيا وتايلاند ، إجراءات إزالة الدولار منذ حوالي 5 سنوات. وفي نهاية عام 2017، وقعت الدول الثلاث اتفاقية مشتركة لإتمام المعاملات التجارية الثنائية باستخدام التسوية بالعملة المحلية.
يتم أيضا تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في مخطط معاملات العملة المحلية. لذا وقعت خمس دول من الآسيان ، وهي إندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة والفلبين ، تعاونا في معاملات الدفع عبر الحدود منذ نوفمبر 2022.
غالبا ما يشار إلى استخدام المدفوعات عبر الحدود باستخدام العملات المحلية على أنه مخطط معاملات بالعملة المحلية.
في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للآسيان الذي عقد في نوسا دوا ، بالي ، في 31 مارس 2023 ، تم الاتفاق على التعاون في معاملات الدفع عبر الحدود باستخدام العملات المحلية.
ويلزم تحسين استخدام العملات المحلية في منطقة الآسيان. ليس فقط لتشجيع التجارة والاستثمار عبر الحدود ، ولكن أيضا لتخفيف الصدمات الخارجية للاقتصادات الإقليمية.
ولكن في هذا الوقت ، لا يزال استخدام العملات المحلية في منطقة الآسيان صغيرا نسبيا. يحدث هذا لأن المعاملات الثنائية بالعملات المحلية ليست إلزامية أو ضرورية لرجال الأعمال. لذلك ، ليس من المستغرب أنه عند تنفيذه ، لا يكون جميع رجال الأعمال أو المصدرين على استعداد لتطبيق تسوية العملة المحلية في كل معاملة تجارية. وبالنسبة لهم ، طالما أن المعاملة بالدولار الأمريكي لا تزال مربحة، فلن يتم استخدام العملة المحلية. والعكس صحيح. ونتيجة لذلك ، فإن فوائد التعاون في تسوية العملات المحلية صغيرة نسبيا وأقل أهمية.
في المستقبل ، يجب على حكومة كل دولة من دول الآسيان المشاركة والتعاون في تسوية العملات المحلية وأن تفكر في إطلاق حوافز لتشجيع بعض رجال الأعمال على تطبيق التسوية بالعملة المحلية. وبالتالي ، يمكن تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.