يبدو أن التوترات في شبه الجزيرة الكورية لن تنتهي أبدًا. ففي بحر هذا الأسبوع، توترت العلاقات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية مرة أخرى. والسبب هو الأنشطة العسكرية التي تقوم بها البلدان.
فقد اختبرت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا مجهزا برأس حربي تفوق سرعته سرعة الصوت يوم الأحد الماضي (14/1). وبحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية، وفي تقرير لها صدر يوم الأربعاء (17/1)، فإن الاختبار يهدف إلى التحقق من خصائص الانزلاق والمناورة لرأس حربي تفوق سرعته سرعة الصوت متوسط المدى. بالإضافة إلى ذلك، تمت التجربة للإطلاع على إمكانيات محرك الوقود الصلب متعدد المراحل عالي الدفع المطور حديثاً. وتزعم بيونغ يانغ أن التجارب لا تؤثر على أمن أي دولة مجاورة ولا علاقة لها بالوضع الإقليمي.
وتلقت إدعاءات بيونغ يانغ ردودا مختلفة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. واتفقت الدول الثلاث على أن استفزازات كوريا الشمالية هي السبب الجذري لعدم الاستقرار في المنطقة.
كما أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان تدريبات عسكرية بحرية مشتركة في مياه شبه الجزيرة الكورية بعد إطلاق صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت من قبل كوريا الشمالية. وبحسب رئيس الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، الأدميرال كيم ميونغ سو، فقد تم تنفيذ التدريب المشترك في الفترة من يوم الاثنين (15/1) إلى يوم الأربعاء (17/1) وشاركت فيه تسع سفن حربية تابعة للدول الثلاث. وتشمل هذه السفن حاملة الطائرات الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية يو إس إس كارل فينسون، والمدمرة البحرية الكورية الجنوبية المجهزة بنظام إيجيس القتالي، والمدمرة من طراز الكونغو التابعة للقوات البحرية للدفاع الذاتي اليابانية.
وأكد الأدميرال كيم ميونغ، أن التدريبات البحرية تهدف إلى تعزيز قدرات الردع والاستجابة لدى الدول الثلاث ضد التهديدات النووية والصاروخية الكورية الشمالية.
لقد أصبح الوضع في شبه الجزيرة الكورية، الذي يطغى عليه الصراع دائما، أكثر سخونة. خاصة مع ظهور تصريح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بإغلاق باب إعادة التوحيد مع كوريا الجنوبية، واقتراح اتخاذ خطوات لتغيير الدستور، بهدف إعادة تعريف العلاقات مع سيول.
وقال كيم جونغ أون إنه إذا كانت هناك حرب في شبه الجزيرة الكورية، فيمكن لكوريا الشمالية تغيير دستورها ليعلن أن كوريا الجنوبية قد تم احتلالها وأنها جزء من أراضيها. ومن ناحية أخرى، ينبغي اعتبار كوريا الجنوبية العدو الأول للبلاد.
وردا على بيان بيونغ يانغ، قال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إن حكومته تختلف عن الحكومات السابقة. ووفقا له، يتمتع جيش سيول بقدرات استجابة غير عادية. وشدد يون أيضًا على أنه إذا استفزت كوريا الشمالية، فإن سيول ستعاقب بيونغ يانغ عدة مرات. ومن خلال هذه الصورة تظهر الحرب اللفظية بين كيم جونغ أون ويون سوك يول اللذان يهددان بعضهما البعض.
في الآونة الأخيرة، أصبح الوضع العالمي مقلقًا للغاية بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإسرائيل وحماس، والهجوم الإيراني على جماعة داعش ووكلاء تجسس الموساد الإسرائيلي في سوريا والعراق. ناهيك عن الهجمات المتبادلة بين إيران وباكستان بشأن تنظيم جيش العدل والجماعات المسلحة، وكذلك هجمات الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين في اليمن.
نأمل ألا يتفاقم هذا الوضع أكثر بسبب الظروف في شبه الجزيرة الكورية. ومن المأمول أن تتمكن جميع الأطراف من ممارسة ضبط النفس حتى لا تتطور الحرب اللفظية إلى صراع مسلح، ناهيك عن حرب مفتوحة.