سجلت فنلندا والسويد رسميا على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي أي الناتو يوم الأربعاء الماضي، و قد وقع هذا لوجود العديد من الأسباب، ولكن يبدو أن غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير 2022 هو السبب الرئيسي وراء ذلك. كانت الدولتان في السابق تلتزمان سياسة عسكرية بعدم الانحياز. خلال حقبة الحرب الباردة، اتخذت كل من السويد وفنلندا مواقف محايدة من خلال عدم الانضمام إلى اتفاقية الدفاع لحلف شمال الأطلسي ولا إلى اتفاقية وارسو الدفاعية.
إن هدف السويد وفنلندا من الانضمام إلى الناتو، كما ذكرت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، و هو الحصول على ضمانات أمنية.
هل ستصبح الدولتان أكثر أمانا من خلال الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي؟
هناك من هم غير مقتنعين بأنه بانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي ستكون آمنتين. مدير معهد الدراسة عبر الوطنية للسلام وأبحاث المستقبل، جان أوبيرغ، هو من بين أولئك المشككين . فقد قال إن الانضمام إلى الناتو لن يجعل السويد وفنلندا أكثر أمانا. و لن يؤدي ذلك إلا إلى جعل الدولتين يقاتلان ضد الجانب الآخر ويجب أن تكونا على استعداد لأن تصبحا احد القواعد العسكرية الأمريكية. ووفقا لأوبيرغ،فقد فشلت فنلندا والسويد في إجراء تحليل للعواقب على المدى الطويل.
ويتماشى رأي يان أوبيرغ مع تصريح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف يوم الاثنين (16/5). فقد حذر سيرغي ريابكوف من أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي لرؤية فنلندا والسويد تنضمان إلى حلف شمال الأطلسي. لأن خطوات الدولتين تعرض أمنهما للخطر، بدلا من زيادة أمنهما.
وعلى النقيض من تصريحات مرؤوسيه، فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مع قادة الدول الأعضاء في التحالف الدفاعي لمعاهدة الأمن الجماعي في موسكو, يوم الاثنين، إن انضمام فنلندا والسويد الى الناتو لا تشكلان تهديدا لروسيا. وذكر بوتين أن الدولتين ليستا دولتين لديهما نزاع مع الكرملين. لكنه تأكد من أن روسيا لن تلتزم الصمت إذا كان الناتو يعتزم نقل المزيد من القوات إلى فنلندا والسويد.
تشير تصريحات بوتين إلى احتمال زيادة التوترات إذا نقل حلف شمال الأطلسي المزيد من القوات إلى فنلندا والسويد بعد انضمام الدولتين.
و جراء هذا الوضع تأمل إندونيسيا عن طريق المتحدث باسم وزارة الخارجية, تِيوكُو فايزاشاه، حسبما نقلت شبكة "سي إن بي سي إندونيسيا"، يوم الخميس (19/5)، في تخفيف التوترات. ووفقا لتيوكو فايزاشاه، فإن رغبة أي دولة في الانضمام إلى اتفاقية الدفاع أو إضافة أعضاء في التحالف لا ينبغي حتى أن تزيد من التوترات في المنطقة.
ويمكن أن يحدث تخفيف حدة التوترات، كما كانت تأمل إندونيسيا، إذا لم ينقل حلف شمال الأطلسي المزيد من القوات إلى فنلندا والسويد.