احتفلت كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية بمرور 70 عاما على إقامة هدنة الحرب الكورية يوم الخميس (27/7). لإحياء ذكرى ما يعتبر لحظة انتصار في "حرب تحرير الوطن"، دعت كوريا الشمالية مسؤولين من اثنين من حلفائها المقربين، الصين وروسيا.
سلطت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الضوء على وصول المسؤولين الكوريين الشماليين و"الترحيب الحار" بهم إلى الوفد الصيني برئاسة لي هونغ تشونغ، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الذي وصل إلى بيونغ يانغ يوم الأربعاء (26/7). أرسله الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، على أمل تسهيل المزيد من التبادلات الثنائية.
وفي كلمة ألقاها خلال مأدبة الاستقبال، أعرب كيم سونغ نام، مدير الإدارة الدولية لحزب العمال الكوري الحاكم، عن "احترامه الصادق" للجنود والمحاربين القدامى الصينيين الذين لقوا حتفهم أثناء مساعدة كوريا الشمالية خلال الحرب.
في نفس الوقت، تم استقبال الوفد الروسي برئاسة وزير الدفاع، سيرجي شويغو، في مطار بيونغ يانغ، يوم الثلاثاء (25/7) من قبل كبار المسؤولين الكوريين الشماليين، بمن فيهم وزير الدفاع كانغ سون نام.
في تصريحات للوفد الروسي، أعرب وزير الدفاع كانغ سون نام عن دعمهم الكامل لحرب روسيا مع أوكرانيا، وتعهد بتعزيز التعاون مع روسيا لمواجهة الولايات المتحدة. إضافة إلى استقبال كانغ سون نام، التقى سيرجي شويغو أيضا بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وبحسب ما ورد توصلا إلى توافق في الآراء بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك في مجال الدفاع عن الأمن القومي، وفي دوائر الأمن الإقليمية والدولية.
شوهد جو مختلف في كوريا الجنوبية، حيث دعا الرئيس يون سوك يول العشرات من قدامى المحاربين الأجانب لتكريم الجنود الذين لقوا حتفهم في الصراع بين عامي 1950 و1953. وأثارت الحرب، التي أسفرت عن ملايين القتلى والجرحى، عقودا من العداء بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
وصلت التوترات بين البلدين إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، حيث تشتد وتيرة اختبارات الصواريخ الكورية الشمالية والتدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية .
وقال المتأملون، إن كيم جونغ أون يبدو أنه يريد استخدام التحذير لعرض علني للعلاقات القوية مع كل الصين وروسيا. في مواجهة للتعاون الدفاعي المعزز بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان.
من المتوقع أن يستخدم الرئيس الكوري الجنوبي يون التحذير لتسليط الضوء على التهديد المتزايد لكوريا الشمالية، فضلا عن تعزيز دفاعها المحلي وتحالفها مع الولايات المتحدة.
انتهت الحرب الكورية، التي بدأت بغزو كوريا الشمالية، باتفاقية الهدنة في 27 يوليو 1953. ولمدة سبعين عاما، كانت الكوريتان، من الناحية الفنية، لا تزالان في حالة حرب. من الأفضل أن يتم استبدال هذه الاتفاقية سريعا باتفاقية سلام حتى يتم لم شمل شعبي البلدين اللذين ما زالا أخوين.