اليوم وقبل 56 عامًا أي في 8 أغسطس من سنة 1967، قامت دول منطقة جنوب شرق آسيا ببناء وحدة في اجتماع عقد في بانكوك. كانت هناك 5 دول إقليمية وقعت على الاتفاقية وهي إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند، وقد كان إعلان بانكوك باكورة تأسيس رابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان).
في ذكرى التأسيس 56، تجد أن عدد دول الآسيان قد وصل إلى 11 دولة بإضافة، ميانمار ولاوس وفيتنام وكمبوديا وبروني دار السلام، وفي هذا العام تتولى إندونيسيا رئاسة المنظمة وخلال هذه المرحلة أضيف إلى الدول الأعضاء عضوية جديدة وهو دولة تيمور الشرقية.
يعود تاريخ الآسيان إلى ارتباك دول المنطقة حول الوضع العالمي الذي كان في ذلك الوقت مليئًا بالصراعات بين الدول وأثر على الصراع من أجل نفوذ أيديولوجية الدول الكبرى. وفقًا للدول الخمس المؤسسة، إذا سمح للأوضاع بالاستمرار، فمن الواضح أنها ستزعزِع الاستقرار الإقليمي، وبالتالي تعرقل النمو الاقتصادي والتنمية.
في البداية، كانت الدول الكبرى والمجتمع الدولي تنظر إلى الآسيان بازدراء. لكن بمرور الوقت، لعب موقع الآسيان دورًا مهمًا في الوضع العالمي. فمع سقوط حلف وارسو وتفكك الكتلة الشرقية والاتحاد السوفيتي تم قلب خريطة العالم السياسية رأسًا على عقب. المخاوف من الحرب النووية التي بنتها القوى الغربية والشرقية تتضاءل الآن تدريجياً. ومع ذلك، فإن من يلعب دورًا مهمًا في الوضع الحالي هو الموارد الطبيعية وليس الأيديولوجيا.
منطقة الآسيان هي منطقة بها الكثير من الموارد الطبيعية التي تتراوح من الطاقة المتجددة إلى الاقتصاد الزراعي والمزارع بالإضافة إلى السكان المتعلمين والقوى العاملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن موقع الآسيان الاستراتيجي يقع في مسار التجارة العالمية حيث يكون للمسار البحري إمكانات اقتصادية غير عادية. هذا هو تركيز وهدف الدول الكبرى. إذا لم تستطع دول الآسيان مواكبة الإيقاع ونسيان الغرض الأصلي من تأسيس الآسيان، فإن منطقة جنوب شرق آسيا ستكون في مأزق.
مع رمز حبوب الأرز على شعار الآسيان، فإنه يوضح أن قوة الآسيان لا تكمن فقط في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، بل إنها دول حليفة ولديها أهداف مشتركة.
نأمل في الذكرى السنوية الـ56 أن تكون الآسيان أقوى على الرغم من وجود صراعات داخلية بين أعضائها. في حالة ميانمار، ظلت الدول الأعضاء الأحد عشر حازمة واستمرت في التمسك بالتزامها الأولي بالاتحاد وعدم الانقسام. علاوة على ذلك، فإن الوضع العالمي الذي يدخل فترة أزمة عالمية نتيجة للحروب بين أوكرانيا وروسيا، يمكن لزعماء الآسيان التعامل مع شد الحبل لطلب الدعم بأناقة.