أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء (12/12) أخيرًا قرارًا غير ملزم يطالب بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. ومن بين الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة، أيدت 153 دولة هذا القرار. ويتجاوز هذا الرقم عدد الدول التي تدعم بشكل روتيني القرارات التي تدين الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي نفس الوقت، عارضته عشر دول من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
ووفقا للسفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، فإن التصويت يمثل يوما تاريخيا في ضوء الرسالة القوية التي بعثت بها الجمعية العامة.
وجاء التصويت بعد فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، المسؤول عن السلام والأمن العالميين، مرارا وتكرارا من إصدار قرار مهم. حيث استخدمت الولايات المتحدة، وهي أقوى حليف لإسرائيل وأحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة الأسبوع الماضي (8/12)، حق النقض (الفيتو) لوقف مشروع القرار الأخير الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار.
كما استغرق مجلس الأمن أكثر من شهر منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل ليتحدث، ولو بصوت ضعيف، بعد أن رفضت أربع دول أعضاء قرار التهدئة الإنسانية.
تدعم إندونيسيا مع الدول المجاورة مثل ماليزيا وبروناي وسنغافورة بالإضافة إلى دول الشرق الأوسط، من بينها المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة وقطر والدول الأوروبية مثل فرنسا وروسيا وإسبانيا وسويسرا قرار مجلس الأمن الدولي. بينما الدول العشر التي رفضت يوجد من بينها النمسا وغواتيمالا وإسرائيل وبابوا غينيا الجديدة والولايات المتحدة.
وأعرب سفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد العزيز الواصل، في كلمته بعد التصويت، عن شكره لجميع الأطراف التي أيدت مشروع القرار الذي تم اعتماده بأغلبية الأعضاء. وفقا له، فإن نتائج التصويت تعكس الموقف الدولي الداعي إلى تطبيق القرار.
وفي وقت سابق، وقبل التصويت أي يوم الثلاثاء، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إنها توافق على أن الوضع الإنساني في غزة سيئ للغاية. ووفقا لها، فإن الدبلوماسية التي قامت بها الولايات المتحدة على الأرض هي التي جعلت من الممكن وقف القتال الإنساني لمدة أسبوع، في إشارة إلى الهدوء الوحيد في القتال حتى الآن والتي كانت الشهر الماضي. وحثت ليندا توماس جرينفيلد الدول الأعضاء على دعم تعديل القرار الذي كان من شأنه أن يدين حماس، ولكن تم رفضه.
وعلى الرغم من صدور قرار عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تواصل إسرائيل تنفيذ عملياتها العسكرية في قطاع غزة. وكانت القوات الإسرائيلية قد غزت مدينة جنين بالضفة الغربية في الأيام الأخيرة. وقتلت بعض الشبان الفلسطينيين، ودمرت المنازل والمرافق العامة، واعتقلت المئات من السكان.
ولا يبدو أن القرار غير الملزم الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمطالب بوقف إطلاق النار قادر على وقف الأعمال الوحشية الإسرائيلية. ولهذا السبب، هناك حاجة إلى إجراءات أقوى قادرة على الصمود، أو على الأقل الحد من شدة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية. إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن عدد القتلى سيستمر في الارتفاع.