تم الترحيب بالعام الجديد 2024 بفرح من قبل المجتمعات في جميع أنحاء العالم. وتم تبادل الآمال والقرارات تعبيرا عن تفاؤل الناس بالعام الجديد، الذي من المتوقع أن يكون أفضل من العام السابق. تقام الاحتفالات والحفلات لترحيب بالعام الجديد في غالبية مجتمعات العالم، حتى أصغر وأبعد وحدات المجتمع، وهي الأسرة. ويتم إقامة الاحتفالات برأس السنة الجديدة بشكل بهيج من خلال إقامة العروض الموسيقية والألعاب النارية في تمام الساعة 12 أي منتصف الليل، وهذا يعني بداية العام الجديد.
ومع ذلك، وفي خضم احتفالات استقبال العام الجديد، كثيرًا ما ننسى المخاطر والكوارث التي يمكن أن تأتي علينا في أي وقت. كما أن في خضم الأنشطة المجتمعية لاستقبال ليلة رأس السنة، وقعت زلازل في عدة أماكن في إندونيسيا. فقد هز زلزال بلغت قوته (م) 5.0 منطقة بانجانداران، بجاوة الغربية، يوم الأحد (31/12/2023)، عند الساعة 11.53 بتوقيت غرب إندونيسيا، وشعر بهزات الزلزال سكان مدينة تاسيكمالايا. في نفس اليوم، في الساعة 14.35 بتوقيت غرب إندونيسيا، في جاوة الغربية، اهتزت منطقة سوميدانج والمناطق المحيطة بها بسبب زلزال تكتوني بلغت قوته 4.1 درجة ثم وقع زلزال بقوة أكبر، أي بحوالي 4.8 درجة، في نفس المنطقة قبل ليلة رأس السنة الجديدة وألحق أضرارًا بمئات المباني.
لم يهز الزلزال مناطق في إندونيسيا فقط. فمع بداية عام 2024، هز زلزال كبير بقوة 7.5 درجة، اليوم الاثنين (1/1/2024)، عدة مناطق في اليابان، ونشطت الإنذارات المبكرة حول احتمال حدوث تسونامي كبير في المنطقة الساحلية الغربية للبلاد. وذكر رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، السكان بالبقاء في حالة تأهب ويقظة تحسبًا لوقوع هزات ارتدادية. لذا وجب على سكان بالمناطق الساحلية التوجه فورًا إلى مواقع أعلى وأكثر أمانًا تفاديا لموجات التسونامي.
من المؤكد أن الكوارث الطبيعية التي حدثت عند مطلع العام الجديد ذكرت الناس بأن يكونوا دائمًا في حالة تأهب وجاهزين لحماية أنفسهم والحفاظ على توازن الطبيعة. فلا يستطيع البشر مقاومة الكارثة التي ستحدث. ولكن على الأقل يمكنهم تجنب هذه الكارثة والتأهب لمخاطرها. فموقع إندونيسيا الجغرافي، وسط حلقة النار في المحيط الهادئ، يجعلها دولة استوائية معرضة لمختلف الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات. لهذا السبب، يجب على الحكومة والأطراف ذات الصلة مثل الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث والوكالة الإقليمية لإدارة الكوارث وكذلك وسائل الإعلام توفير التوعية والمعلومات للمواطنين حول أهمية الوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها. حتى يتمكن المواطنون من معرفة هذه المعلومات ويكونوا مستعدين بشكل أفضل لمواجهة الكوارث.