قتل ما لا يقل عن 84 شخصا وأصيب 284 آخرون حتى يوم الخميس (4/1) بعد انفجارين ضربا مدينة كرمان في جنوب شرق إيران عند ما كانت الحشود تتأهب لإحياء الذكرى الرابعة لوفاة الجنرال قاسم سليماني بضريحه. فقد قتل قائد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار أمام مطار بغداد بالعراق في 3 يناير 2020.
وفقا لشبكة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية IRINN، وقع الانفجاران على طريق تحت الأرض يوم الأربعاء الماضي (3/1) على بعد كيلومتر واحد من موقع الضريح. وأكد نائب محافظ محافظة كرمان، رحمن جلالي، أن الانفجارين كانا من عمل إرهابيين.
وقال الزعيم الروحي الإيراني، آية الله علي خاميني، إن الجناة سيحصلون بالتأكيد على عقاب شديد على ما خلفوه من المأساة.
كما أدان المجتمع الدولي الأعمال الإرهابية التي استهدفت المدنيين في مدينة كرمان. وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الرياض رفضت وأدانت الهجوم الإرهابي.
كما أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خاميني، جميع أشكال الإرهاب.
إضافة إلى بوتين، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضا أنه سيكون إلى جانب إيران في مواجهة هذا العمل الإرهابي. وأعرب عن أمله في أن يظل الشعب الإيراني ثابتا على الأحداث التي يعيشها. وأدى الانفجار إلى تأخير زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التي كان من المقرر أن يصل إلى تركيا أمس الخميس.
كما أدان لبنان وباكستان الانفجار في كرمان. وحذرت وزارة الخارجية اللبنانية من تداعيات خطيرة يمكن أن تزعزع الأمن الإقليمي. فيما أعرب رئيس الوزراء الباكستاني أنوار الحق كاكار، عن حزنه العميق لارتفاع عدد القتلى.
هذا وقد تبنى تنظيم داعش المسؤولية عن الانفجارين. وقال تنظيم داعش في بيان نشره على تطبيق الرسائل تليغرام، إن اثنين من عناصره فجرا حزاميهما الناسفين وسط حشد من الناس.
ومع ذلك، فإن التفجير الذي وقع في اليوم التالي لقتل طائرة إسرائيلية بدون طيار زعيم حماس صالح العاروري في بيروت، بلبنان، دفع النائب السياسي الإيراني، محمد جمشيدي، إلى توجيه اتهامات إلى الولايات المتحدة والنظام الصهيوني (إسرائيل).
تنفي حكومة الولايات المتحدة هذه المزاعم. وبدلا من ذلك، حذرت واشنطن من مزيد من التصعيد بعد الهجوم الإسرائيلي المزعوم على زعيم حماس.
إن أعمال الإرهاب مثل التفجير في كرمان أعمال وحشية وغير إنسانية لأن الضحايا مواطنون أبرياء. وعلى الرغم من أن تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته عن الانفجارين، إلا أنه لا يزال يتعين إجراء تحقيق معمق لمعرفة من هو العقل المدبر الحقيقي لفرض العقوبات المناسبة في حقه بوقت لاحق.