Thursday, 01 February 2024 19:58

خمسة آثار ذهبية للعلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والمغرب

Written by 
Rate this item
(1 Vote)


العلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والمغرب مليئة بالقيم التاريخية الغنية . و من المثير للاهتمام أن نشير إلى الحقائق المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
فقد افاد السفير الإندونيسي بالرباط، حصرول أزور، في برنامج ركن الدبلوماسية الذي تم بثه عبر قناة صوت إندونيسيا على اليوتيوب يوم الاثنين (29/01)، بعدد  من الملاحظات المهمة التي تغني  الصداقة بين البلدين.

أولا، قال السفير حصرول أزور، إنه قبل فترة طويلة من إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين ، عرف المغاربة إندونيسيا منذ عام 1346م على يد المستكشف المغربي الكبير المسمى ابن بطوطة (الذي توفي سنة 1369م). فقد روى المستكشف في كتابه رحلة ابن بطوطة عن رحلته  من المغرب إلى مصر وسوريا والهند والصين حتى وصوله  الى  آتشيه. ويصف بطوطة وجود مملكة إسلامية وهي ساموديرا باساي التي تعبد الله تعالى . يقع قبر البحار المسلم الشهير في مدينة طنجة المغربية المطلة على مضيق جبل طارق و اراضي إسبانيا . ومن ثم يمكن أن نستنتج أن المغاربة كانوا أول من زاروا إندونيسيا في ذلك الوقت.

ثانيا، تابع حصرول أزور أن الرئيس سوكارنو كان يتمتع بمكانة نبيلة في نظر الشعب المغربي. ويعتبر سوكارنو شخصية ثورية عالمية استطاعت حشد قوى آسيا وأفريقيا لمحاربة الاستعمار، وبلغت ذروتها في المؤتمر الآسيوي الأفريقي (KAA) عام 1955 في باندونج. وبعد مرور عام، وبالتحديد في 2 مارس 1956، نجح المغرب في الحصول على الاستقلال عن فرنسا. حينها قام  الرئيس سوكارنو بزيارة رائعة للغاية للمغرب ، كأول رئيس دولة أجنبية يأتي للتهنئة  باستقلال المغرب. وقد خلد ملك المغرب هذه الزيارة التاريخية باستخدام اسم أول رئيس لجمهورية إندونيسيا كاسم لأحد الشوارع الرئيسية في مدينة الرباط، وهو شارع الريس أحمد سوكارنو، و تمت تسمية شوارع اخرى بأسماء من قبيل  إندونيسيا، و جاكرتا، و باندونغ.

ثالثا، أضاف حصرول أزور، أن الصداقة بين إندونيسيا والمغرب تظهر بوضوح أيضًا في السياسات القنصلية بين البلدين. وقدم الملك محمد الخامس هدية تذكارية حين زيارة  الرئيس سوكارنو المغرب  على شكل إعفاءات من التأشيرة للمواطنين الإندونيسيين الذين يزورون المغرب. ومن المثير للدهشة أن هذا الامتياز لا يزال ساريًا حتى يومنا هذا. ومن المعروف أن المواطنين الإندونيسيين يمكنهم زيارة المغرب بدون تأشيرة لمدة ثلاثة أشهر أو 90 يوما.

رابعا، وفقا لحصرول أزور، فإن العلاقات الثنائية بين إندونيسيا والمغرب مدعومة بعدة نقاط من العلاقات الثقافية والتعاون الدولي. إلى جانب غالبية السكان لكلا البلدين مسلمين، فإن المسلمين الإندونيسيين والمغاربة متمسكون بمذهب أهل السنة والجماعة. كل من إندونيسيا والمغرب عضوان في الأمم المتحدة، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكلاهما ينشط في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وهي منظمة شبيهة باليونسكو أنشأتها الدول الإسلامية.

خامسا، قال السفير حصرول أزوار، إن إندونيسيا والمغرب رفعتا مكانة العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية منذ ديسمبر 2023. وينظر المغرب إلى موقع إندونيسيا الاستراتيجي كأحد المؤسسين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). منذ رئاسة الآسيان عام 2023، حيث تدعم إندونيسيا المغرب بشكل كامل كشريك حوار للآسيان، من ناحية أخرى، أصبح المغرب مركزا مهما للمنتجات الإندونيسية في الجهود المبذولة لاختراق الأسواق الأفريقية والأوروبية.

Read 75 times