أصبحت النرويج أول دولة أوروبية تعلن أنها ستعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت إذا صدرت مذكرة اعتقال من قبل لجنة من قضاة المحكمة الجنائية الدولية. قال وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه سيتم القبض عليهم إذا دخلوا الأراضي النرويجية.
وسبق أن قدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ورئيس الجناح العسكري لحركة حماس، محمد دياب إبراهيم المصري، وقيادة حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار.
ويعود قرار إصدار مذكرة الاعتقال إلى ثلاثة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية الذين سيقيمون الأدلة التي يقدمها مكتب خان.
وقالت الحكومة الفرنسية في بيانها الرسمي إنها تدعم المحكمة الجنائية الدولية واستقلالها ومكافحة الإفلات من العقاب في جميع الحالات. وقالت فرنسا أيضًا إنها كانت تحذر "منذ أشهر" من ضرورة الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي، ولا سيما بشأن "المستوى غير المقبول للضحايا المدنيين في قطاع غزة وعدم وصول المساعدات الإنسانية".
وفي نفس الوقت، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في مؤتمر صحفي روتيني في بكين، الصين، يوم الثلاثاء الماضي (21/5)، دعم الصين لجهود المجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينية بطريقة كاملة وعادلة ومستدامة. ويأمل وين بين أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتؤدي واجباتها وفقا لسلطتها. وشدد على أن العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني يجب ألا يستمر بعد الآن.
وعلى النقيض من موقفي فرنسا وبكين، رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة اقتراح الاعتقال ووصف قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنه "شائن" وتعهد بدعم إسرائيل مع تقدم العملية القانونية.
كما انتقد بايدن قرار المدعي العام خان بالمساواة بين مواقف إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، التي يوجد ثلاثة من قادتها أيضًا على قائمة طلبات إصدار أوامر الاعتقال.
ومن المؤكد أن وجود إيجابيات وسلبيات بين الدول الكبرى في العالم سيجعل حل قضية الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة أطول أمدا. على الرغم من مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني وإصابة ما يقرب من 80 ألف شخص منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر من العام الماضي. ناهيك عن أعداد ضحايا الممتلكات التي لا تحصى وعدد اللاجئين الذين وصلوا إلى مئات الآلاف من الأشخاص وهم الآن مهددون بالمجاعة.
إن الأمر يتطلب وجهة نظر مشتركة وحساً عالياً بالإنسانية من جانب الأطراف المعنية من أجل الوقف الفوري للصراع في قطاع غزة.