افتتح الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو المنتدى الثاني بين إندونيسيا وأفريقيا والمنتدى على المستوى العالي للشراكة متعددة الأطراف والذي انعقد في نوسا دوا، ببالي، يوم الاثنين (2/9). وفي كلمته الافتتاحية، دعا الرئيس الدول الأفريقية إلى أن تكون أكثر صلابة وقادرة على التغيير في خضم عالم مليء بالتحديات.
وسلط الرئيس الضوء على الظروف الاقتصادية العالمية غير المؤكدة بسبب التوترات الجيوسياسية بالعالم. وأعرب أيضا عن أسفه لتراجع التضامن الدولي في مواجهة التحديات العالمية، وتراجع الروح متعددة الأطراف، وتعزيز الاستقطاب والتشرذم.
وشدد الرئيس على أن الدول النامية هي الأكثر تضررا من هذا الوضع. وينعكس هذا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، التي لم تصل إلا إلى 17 في المائة من أهدافها المسطرة.
وأكد الرئيس على أنه مع بقاء ست سنوات فقط على عام 2030، سيشعر ملايين الأشخاص في الدول النامية بتأثير هذا الفشل. وقال الرئيس إنه لتحقيق تنمية أكثر إنصافا وشمولية للدول النامية، هناك حاجة إلى إطلاق استراتيجيات جديدة وخطوات تكتيكية تركز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. من أجل كل هذا، شدد رئيس الدولة على أربع نقاط رئيسية.
أولا، وجوب أن يظل تحقيق أهداف التنمية المستدامة المحور الرئيسي لأجندة التنمية العالمية. وأضاف أن جدول أعمال تحقيق أهداف التنمية المستدامة يجب أن يتماشى مع أولويات التنمية الوطنية والإقليمية، بما في ذلك خطة أفريقيا 2063، وأن تدعمه شراكات بين أصحاب المصلحة المتعددين.
ثانيا، إعلان التزام إندونيسيا بأن تكون جزءا من الحل العالمي. فلقد كانت إندونيسيا دائمًا في طليعة المدافعين عن مصالح دول الجنوب، فضلاً عن كونها منشئ الجسور في الكفاح من أجل المساواة والعدالة والتضامن، في تسريع تحقيق التنمية المستدامة. ووفقا للرئيس، دأبت إندونيسيا على الوفاء بهذا الالتزام منذ المؤتمر الآسيوي الأفريقي، قبل 69 عاما في مدينة باندونغ، بمحافظة جاوا الغربية.
والنقطة الثالثة هي ثبات إندونيسيا على الشراكة مع جميع الدول، وخاصة مع المنطقة الأفريقية بوصفها مفتاحا لجدول أعمال التنمية العالمية. ووفقا للرئيس جوكو ويدودو، فإن نتائج الشراكة بين إندونيسيا وأفريقيا حقيقية للغاية، حيث يزداد حجم التجارة بسرعة ويتم الاتفاق على اتفاقات تجارية مختلفة.
وأضاف الرئيس أن المنتدى الإندونيسي الأفريقي 2024 سجل صفقات تجارية بقيمة 3,5 مليار دولار أمريكي، أي ما يقرب من ستة أضعاف الاتفاق الذي تم التوصل إليه في المنتدى الأول في عام 2018.
والنقطة الرابعة التي أشار إليها الرئيس جوكو ويدودو هي الحاجة إلى إعادة إحياء التضامن العالمي لزيادة التعاون بين دول الجنوب، فضلا عن التعاون بين الشمال والجنوب، حتى يتسنى لبعضهما البعض التغلب على التحديات العالمية بشكل أفضل.
وفي الختام، أعلن الرئيس خطة عقد اليوبيل البلاتيني للمؤتمر الآسيوي الأفريقي في العام المقبل للاحتفال بالذكرى الـ70 للقمة الآسيوية الأفريقية.
هذا وقد حضر اجتماع المنتدى الإندونيسي الأفريقي لعام 2024 حوالي 1400 مشارك. وكان من بين قادة الدول الحاضرة، نائب رئيس زمبابوي، ورئيس ليبريا، ورئيس وزراء تيمور ليشتي ورئيس رواندا.