Wednesday, 18 August 2021 00:00

مستقبل أفغانستان بعد حكم طالبان

Written by 
Rate this item
(0 votes)

هل يمكن لشركة بيرتامينا إدارة كتلة روكان؟

لم ينته بعد الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية وحلفائها من أفغانستان، لكن و برغم ذلك  تمكنت طالبان من السيطرة على البلاد بالكامل. فقد تمكنت قيادة  وقوات طالبان من دخول كابول بسهولة والسيطرة على القصر الرئاسي. فيما غادر الرئيس أشرف جاني البلاد بدون ان يحدد وجهته النهائية.


بعد ذلك، سيطرت طالبان مباشرة  على مقر الإذاعة والتلفزيون الحكوميين. و عبر وسائل الإعلام الوطنية، صرح الرئيس الجديد للتلفزيون والراديو, مولوبي إسحاق نظامي، أن حكومة طالبان منحت عفواً لجميع المسؤولين والموظفين الحكوميين. حسب قوله، و يمكنهم القيام بواجباتهم دون قلق وخوف.


في ظل هذه الظروف، بالتأكيد سيسيطر الخوف وعدم اليقين على الأفغان من غير مؤيدي طالبان. لهذا هرع  الآلاف منهم، وخاصة أولئك الذين يعيشون في كابول، إلى المطار واندفعوا لركوب الطائرات لمغادرة البلاد. وبحسب ما أوردته وسائل الإعلام المختلفة، فإنهم يتألفون من الصغار والكبار، وقد  كان  الأطفال بوجوه يعلوها الخوف، و اهليهم قلقون على مصيرهم ومستقبلهم.


رداً على نهاية حكومة  أشرف جاني التي تدعمها الولايات المتحدة والغرب، أعربت روسيا والصين عن موقفهما من مواصلة فتح  سفارتيهما في كابول. في غضون ذلك، ترى إيران أن الزخم الحالي يمكن أن يكون قوة دافعة لوحدة جميع المجموعات في أفغانستان. صرح بذلك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال هاتفي بوزير خارجيته محمد جواد ظريف. من ناحية أخرى، أفادت الأنباء القادمة من لندن، أن  وزير الدفاع  البريطاني بن والاس صرح أن حكومته لن ترسل قوات إلى أفغانستان من جديد. و اعترف والاس بأن طالبان تسيطر على أفغانستان، وأن المجتمع الدولي فشل في مهمته هناك.


إذن ما هو موقف الولايات المتحدة؟

أصر الرئيس الامريكي جو بيدين على أن انسحاب قواته كان القرار الصحيح. وردا على انتقادات من دونالد ترامب، قال بيدين إنه لا يزال حازما في موقفه. ومع ذلك، فيما يتعلق بآخر تطورات الوضع، أعرب رئيس الولايات المتحدة من الحزب الديمقراطي عن مخاوفه. ووعد بضمان حماية حقوق النساء والأطفال حتى في ظل حكم طالبان.


في عهدها السابق، وقبل الإطاحة بها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها قبل 20 عامًا، فرضت طالبان الشريعة الإسلامية التي كانت أكثر صرامة من أي دولة إسلامية أخرى في جميع أنحاء العالم. فقد طلبت  من النساء ارتداء غطاء كامل للجسم بما في ذلك الوجه و هو المعروف بالبرقع ، ولا يُسمح لهن بالظهور والخروج في الأماكن العامة، فضلاً عن الحد من تعليمهن.


بطبيعة الحال، لا يقتصر القلق على النساء فحسب، بل على الأفغان الآخرين أيضًا. وأدت عودة طالبان في أفغانستان إلى ظهور حكام جدد الذين قالوا إنهم سينفذون نسختهم من الشريعة الإسلامية. على الأرجح، فيما من المتوقع أن لا  تكون هناك انتخابات عامة أخرى. إذا كان هذا هو الحال، فلا يزال من غير المؤكد كيف ستتم عملية المصالحة بين المصالح المختلفة في البلاد.


لا تستطيع الصين وروسيا وإيران، و التى رحبت جميعها بوجود طالبان، بالطبع على أساس مصالح كل منها في أفغانستان، معرفة ما ستكون عليه خطواتها التالية. تشتهر أفغانستان بمواردها المعدنية الغنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن موقعها الجغرافي هو أيضًا موقع استراتيجي للغاية ويمكن أن يربط الصين وروسيا بأوروبا والدول المحيطة. ويبدو أن هذا دفع الدولتين، بالإضافة إلى الجارة الأخرى لأفغانستان، إيران، إلى إيلاء اهتمام خاص لطالبان.

Read 325 times