لا تزال الدولتان المتجاورتان، سنغافورة وماليزيا، حساستين تجاه القضايا الحدودية. فيوم الثلاثاء, 5 أكتوبر 2021، وقع حادث عبور مروحية تابعة للشرطة الماليزية للمجال الجوي السنغافوري بشكل غير قانوني. رداً على الحادث، ورد أن سنغافورة نشرت طائرات مقاتلة من طراز F-16 لدفع مروحية الشرطة الملكية الماليزية للعودة إلى مجالها الجوي.
يبدو أن سنغافورة تعاملت بجدية مع حادث انتهاك منطقة الحدود الجوية. وعلقت وزارة الدفاع السنغافورية على الحادث ووصفته بأنه تهديد جوي محتمل. وقال وزير الدفاع السنغافوري نج إنج هين إن مروحية الشرطة الماليزية مرت عبر المجال الجوي السنغافوري أثناء توجهها إلى تانجونج بِينجلِيه في جوهور. كان الجانب السنغافوري في ذلك الوقت قد أصدر استدعاء وحذر من عبور الحدود الجوية لسنغافورة. فيما أفادت قناة نيوز آسيا أن الطائرة المقاتلة من طراز F-16 تم توجيهها لصد المروحية الماليزية. بالإضافة إلى وزارة الدفاع، نشرت ايضا وزارة الداخلية السنغافورية ردا على انتهاك المجال الجوي. ولم ترد حتى الآن أي معلومات من الجانب الماليزي بخصوص الحادث.
العلاقات بين ماليزيا وسنغافورة حساسة للغاية من حيث حدود البلدين، سواء كانت في البحر أو الجو أو البر. حدثت المشكلة الأخيرة المتعلقة بالحدود في عام 2018. وقد تنازع البلدان حول توسيع حدود الميناء. في ذلك الوقت، وسعت حكومة سنغافورة حدود الميناء قبالة مياه تُوَاس، من المفترض أنه استجابة لتوسيع ماليزيا لمنطقة ميناء جوهور بارو. لكن الحكومة السنغافورية وصفت عملية توسيع ميناء جوهور بارو بأنه غزو على أراضيها.
يمكن أن يحدث مد وجذر في العلاقات بين البلدين الجارين، خاصة فيما يتعلق بقضايا الحدود، في أي وقت. فالحدود الوطنية هي بالفعل مسألة حساسة. لذلك، و من أجل الحفاظ على العلاقات الجيدة وتحسين التعاون، يجب تجنب الأعمال التي يمكن تسميتها بالتطفل أو حتى الغزو. وفيما يتعلق بحادث المروحية التابعة للشرطة اعتبرته السلطات السنغافورية انتهاكًا لمجالها الجوي، و تبدو ماليزيا انها في حاجة لتقديم تفسير. وبهذه الطريقة يمكن تجنب التوترات بين البلدين الجارين.