لا تزال جهود إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى وقت بسبب فشل الجولة الجديدة من المحادثات بين الطرفين و التي جرت في فيينا, يوم الاثنين 18 أكتوبر 2021. فلا يزال يتعين على كل من إيران والاتحاد الأوروبي القيام بجهود دبلوماسية للتوصل إلى تفاهم قبل الاجتماع مرة أخرى في بروكسل.
في محادثات فيينا، مثل إيران مبعوث الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي يعرف الغرب باعتباره شخصية متشددة. بدأ الاتفاق النووي بين الاتحاد الأوروبي وإيران يواجه مشاكل بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية خلال إدارة ترامب. وقد تم اتباع نفس النهج مرة أخرى، عيدهما اعلنت إدارة جو بايدن إنها ستعود إلى الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. و قد وقع الاتفاق، الذي شاركت فيه الولايات المتحدة، في عام 2015 بعد محادثات بقيادة الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي, فيديريكا موغيهيني. و تم في تنفيذه في عام 2016، و خلاله لعب الاتحاد الأوروبي دورًا مهمًا كمنسق لتنفيذ المعاملات.
على أساس خطة العمل الشاملة المشتركة، رفع الاتحاد الأوروبي أيضًا العقوبات الاقتصادية والمالية عن إيران والمتعلقة ببرنامجها النووي. ومع ذلك، مهد الاتفاق النووي الطريق لتجديد وتوسيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران. و اليوم يستثمر الاتحاد الأوروبي أيضًا في برنامج أمان المشروع النووي الإيراني. فمن الناحية الاقتصادية، كان لخطة العمل الشاملة المشتركة تأثير جيد على قيمة الصادرات والواردات بين الاتحاد الأوروبي وإيران. ففي السنة الأولى التي تم فيها تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، تم تسجيل أن واردات الاتحاد الأوروبي من إيران بلغت 5.5 مليار يورو. و بالعكس، بلغت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى إيران أكثر من 8 مليارات يورو. و حسب هذه الارقام يغطي استثمار الاتحاد الأوروبي في إيران عدة قطاعات, بما في ذلك الطاقة والسيارات والنقل. لذلك، يمكن القول إن وقف الاتفاق الشامل بين الاتحاد الأوروبي وإيران له تأثير اقتصادي على كلا الطرفين. و لكن اليوم تمت إعاقة خطة العمل الشاملة المشتركة مرة أخرى بعد إنتخاب الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي في يونيو المنصرم و الذي عرف بمواقفه المتشددة .
إذا نظرنا إلى مزايا وفوائد تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، فمن المؤكد أن هناك حاجة إلى مزيد من المناقشة. من هنا فإن فشل محادثات فيينا لا يعني توقف جهود كل من الاتحاد الأوروبي وإيران. ففي فيينا، لم تتمكن إيران من التوصل إلى اتفاق، و هذا واضح التفسير لأن الرئيس إبراهيم رئيسي وحكومته لا يزالان بحاجة إلى التفكير في العديد من الأمور الحاسمة. اما فيما يتعلق بنتائج المحادثات المرتقبة في بروكسل، فبالطبع الأمر متروك للطرفين, فهل سيتحقق تقدم أم سيتوقف مشوار المفاوضات.