أفادت التقارير أن الحكومة الهندية أغلقت مؤقتًا خمس محطات للطاقة تعمل بالفحم يوم الأربعاء 17 نوفمبر، و ذلك بعد اكتشاف دخول العديد من الأطفال إلى المستشفات بسبب تفاقم تلوث الهواء في نيودلهي. و وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز للانباء يوم 17 نوفمبر 2021، فقد شهدت المستشفيات أيضًا زيادة حادة في عدد الأطفال الذين يعانون من اصابات في الجهاز التنفسي، مما أثار مخاوف بين الآباء والأطباء بشأن صحتهم على المدى القصير والطويل.
بالإشارة إلى ما يحدث في منطقة العاصمة الوطنية الهندية، أي المنطقة الحضرية التي تضم المدن التابعة لمحيط مدينة دلهي، فقد تضاعف التعرض المطول للملوثات ثلاث مرات في الأيام السبعة إلى العشرة الماضية، و هذا أمر مقلق بالتأكيد.
وفي الوقت نفسه، أفادت أوروبا أيضًا أن تلوث الهواء تسبب في الوفاة المبكرة لأكثر من 300 الف أوروبي في عام 2019. قالت وكالة البيئة الأوروبية إن ثلاثة ملوثات رئيسية وهى الجسيمات الدقيقة، وثاني أكسيد النيتروجين، والأوزون الأرضي، أصبح العناصر الثلاث الرئيسية التي تؤدي إلى تدهور الصحة.
من جهة اخرى, صرح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، الدكتور هانز هنري كلوج فنظرا لارتفاع عدد القتلى الذين يسقطون سواء في الهند او أوروبا، فإن الخيار الامثل لتقليل ذلك هو الاستثمار, خاصة في أنظمة التدفئة والتنقل والزراعة والصناعة التي تعتبر أنظف للصحة. سينتج عن ذلك إنتاجية أفضل ونوعية حياة اجمل للجميع، خاصة للفئات الأكثر ضعفاً. مما سيمنع سقوط المزيد من القتلى و سيسرع التقدم نحو الحياد الكربوني والتنوع البيولوجي القوي.
يحتاج العالم إلى دراسة ما قاله الدكتور كلوج وهو أن التعرض المطول للملوثات، بما في ذلك الرصاص، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة.
يجب أن يكون استنشاق الهواء النقي حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان. فهذه الشروط ضرورية لمجتمع صحي ومنتج. حتى مع التحسن في جودة الهواء على مدى السنوات القليلة المقبلة، فإنه يعمل كدليل لتحقيق المستويات الواردة في إرشادات جودة الهواء العالمية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية.
يجب أن يتفق العالم أيضًا على إرشادات الإجماع في قمة مؤتمر الاطراف التابعة الأمم المتحدة لتغير المناخ السادس و العشرين 2021, للتخلص التدريجي من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتوجيه التمويل المتزايد لتمويل المناخ, لتقليل الآثار الصحية لتلوث الهواء.