تقوم ثلاث دول رئيسية ومؤثرة في العالم، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين، بمناورات سياسية قرب نهاية عام 2021. وفي 7 ديسمبر، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاجتماع الافتراضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بعد أسبوع، اي في 15 ديسمبر على وجه الدقة، التقى الرئيس الصيني شين جي بينغ أيضًا ببوتين من خلال لقاء عن بعد عبر الفيديو.
على عكس جو بايدن الذي حذر روسيا من ممارسة الضغط على أوكرانيا، أكد شين جي بينغ على الحاجة إلى شراكة استراتيجية مع فلاديمير بوتين.
يمكن ملاحظة أنه من خلال إثارة قضية أوكرانيا التي ترغب مستقبلا في الانضمام الى حلف الناتو, تريد الولايات المتحدة تذكير روسيا، أنها بمل تأكيد ستواصل دعمها للدول الأعضاء في الناتو. تعتبر الولايات المتحدة أعضاء الناتو التى هى أيضًا أعضاء في الاتحاد الأوروبي كشركاء استراتيجيين يجب الدفاع عن مصالحها بكل صرامة.
إذا كانت روسيا والولايات المتحدة تنظران إلى التوترات في أوكرانيا على أنها قضية مهمة، فإن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين بها اشكالية ايضا تدور حول استقلالية تايوان. السؤال إذن، هل ستتمكن الكوكبة والتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، والولايات المتحدة وروسيا، من إشعال المزيد من الصراعات التي تؤدي إلى نشر الأسلحة؟
كما هو معروف، تمتلك الدول الثلاث الكبرى الآن أسلحة عسكرية مزودة بصواريخ كبيرة جدًا. كما و أن لكل منها عدة حاملات طائرات، وآلاف الطائرات المقاتلة المتطورة, وهناك أيضًا مئات السفن الحربية. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الدول الثلاث أيضًا غواصات تعمل بالطاقة النووية. و في الواقع، تقدر قوتها العسكرية بأنها قادرة على الوصول إلى كل وجهات الأرض الاربعة في وقت سريع.
لذلك، فإن التوتر المتزايد بين الثلاثة، خاصة إذا كان هناك نزاع مسلح، سيكون له بالتأكيد تأثير كبير على الصعيد الدولي. ليس سراً أن لكل من هذه القوى الثلاث شركاء أو تحالفات مع دول أخرى ليس فقط في الجانب العسكري و لكن ايضا بالجانب السياسي و الاقتصادي. فالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي حدثت منذ وقت قصير، على سبيل المثال، تسببت في تأثير اقتصادي واسع النطاق في مختلف الدول.
لذلك، فحتى لو كان هناك تصعيد للتوتر بين الدول الثلاث، فلابد من بذل جهود من قبل كل طرف لنزع فتيلها. يُظهر التاريخ أن الصراع المسلح لا يجلب الخير أبدًا وأن الحرب تتسبب دائمًا في الدمار الكبير بكل نواحي الاحياه سواء الانسانية او الاقتصادية.