تعد كازاخستان من بين اكبر الدول المنتجة للنفط في آسيا الوسطى، لكنها اليوم تعيش تحت اضطرابات بعد أن نزل الآلاف من مواطنيها إلى الشوارع للاحتجاج.
ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الاحتجاجات في كازاخستان جاءت بعد ارتفاع حاد في أسعار الوقود. تحولت الاحتجاجات إلى اشتباكات مع قوات الامن، و نتيجة للتطورات تجاوزت الاحتجاجات عاصمة البلاد لتمتد إلى مدن أخرى في كازاخستان، لتتحول بعد ايام من انطلاقاتها إلى مظاهرات وأعمال شغب عامة.
كان معروفًا سابقًا, أنه خلال ثلاثة عقود من الاستقلال، تمكنت كازاخستان من ترسيخ الاستقرار السياسي بها، مما ساعد على جذب مئات المليارات من الدولارات من الاستثمار الأجنبي في صناعة النفط والمعادن.
يعتقد الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف في خطاب ألقاه على التلفزيون المحلي عقب اعمال الاحتجاجات، أن هناك متآمرين بدوافع مالية وراء موجة المظاهرات العنيفة الحالية. كما طلب من الكازاخستانيين عدم الاستسلام للاستفزازات من داخل البلاد وخارجها. كما و حذر توكاييف من أن مهاجمة المنشآت المدنية والعسكرية هى عمل غير قانوني وجريمة تستحق العقاب.
دعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة اللتان تراقبان أيضًا الصراع في كازاخستان، جميع الأطراف هناك إلى ممارسة ضبط النفس، في أعقاب التوترات الاجتماعية المتزايدة بشأن الارتفاع الحاد في أسعار الوقود. فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية, نيد برايس, إن واشنطن تدين أعمال العنف وتدمير الممتلكات وتدعو السلطات والمتظاهرين إلى ممارسة ضبط النفس. فيما قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة, ستيفان دوجاريك, إن الأمم المتحدة قلقة بشأن الأحداث في كازاخستان.
يتفق المجتمع العالمي مع ما قالته الأمم المتحدة والولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك, يجب أن يكون احترام المؤسسات الدستورية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام، بما في ذلك استعادة خدمات الإنترنت، مصدر قلق أيضًا، حتى لا تتطور الاوضاع الى ما لا تحمد عقباه . من هنا يجب على جميع الأطراف محاولة إيجاد حل سلمي لهذه الحالة الطارئة.كما و يجب عليهم الامتناع عن العنف وتشجيع الحوار.
يبدو أن الأمم المتحدة بحاجة إلى التدخل الفوري للمساعدة في التغلب على الفوضى في كازاخستان. وذلك لنفي مزاعم تورط جماعات أجنبية معينة فيما يحدث من اعمال عنف في داخل البلاد.