أعيد انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت بضراوة شديدة في نهاية الأسبوع الماضي. و تنافس ماكرون مع السياسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان المعروفة بخطابها المعادي للمسلمين والذي يدعو أحدها إلى حظر الحجاب. وحصل ماكرون على 58.55 في المئة من الأصوات، في حين حصلت لوبان على 41.45 في المئة.
وهذه هي المرة الثانية التي يتنافس فيها ماكرون ولوبان في الانتخابات الرئاسية بعد انتخابات 2017.
وخلافا للظروف السائدة في الداخل، حظي فوز ماكرون باستقبال جيد من القادة العرب.فقد أشاد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالعلاقة الخاصة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا والجهود التي يبذلها الاثنان لتعزيزها وتطويرها في جميع المجالات. وبالإضافة إلى الملك سلمان، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أيضا على العلاقات القوية والاستراتيجية بين باريس والدوحة. وأعرب عن أمله في أن تحقق قطر وفرنسا أهدافا مشتركة في التنمية والسلام الدوليين.
بينما, هنأ الرئيس العراقي برهام صالح ماكرون ووصف البلاد بأنها شريك. ويأمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن ينهي ماكرون مسيرته المهنية ويقود بلاده نحو مزيد من التقدم والازدهار.
وبالنسبة للمنطقة الأوروبية، فإن فوز ماكرون مهم للغاية، لأنه يحدد اتساق مواقف أوروبا الغربية واتفاقيات الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي أي ناتو بشكل عام ضد الغزو الروسي لأوكرانيا. فدور فرنسا في الناتو قوي بشكل خاص لأنها كانت واحدة من الدول المؤسسة التي وقعت على معاهدة الناتو في 4 أبريل 1949. في ذلك الوقت، تم تشكيل حلف الدفاع لدول أوروبا الغربية وأمريكاهذا لأنه كانت هناك مخاوف بشأن التهديد الأمني لهيمنة الاتحاد السوفيتي في المنطقة الأوروبية التي يمكن أن تهدد سلامة واستقرار أوروبا.
نأمل أن يجلب فوز إيمانويل ماكرون هذه المرة جوا جديدا لحل المشاكل الداخلية و الصراعات العالمية، وخاصة تلك التي تخص أوكرانيا.