بدأت العديد من دول العالم في تخفيف تطبيق البروتوكولات الصحية لأن عدد حالات الاصابة بفيروس كوفيد 19 ينحدر بشكل متزايد. ولكن بدلا من ذلك، أعلنت كوريا الشمالية مؤخرا حالة طوارئ وطنية بعد تأكيد أول اكتشاف مزعوم لحالة إصابة بكوفيد 19. وسبق أن زعمت بيونغ يانغ أنها لم تسجل أي حالة إصابة بكوفيد-19 منذ إغلاق حدودها في بداية الوباء قبل أكثر من عامين.
وذكرت وسائل إعلام حكومية محلية يوم الخميس أنه تم اكتشاف متغير فرعي من فيروس أوميكرون شديد العدوى في العاصمة بيونغ يانغ. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن أشخاصا في بيونغ يانغ أصيبوا بمتغير أوميكرون، دون إعطاء تفاصيل عن عدد الحالات أو المصادر المحتملة للعدوى.
ويمثل اكتشاف متغير أوميكرون خطرا كبيرا محتملا على كوريا الشمالية، حيث تشير التقديرات إلى أنها لم تقم بتطعيم سكانها الذين يقدر عددهم بنحو 25 مليون شخص. ومن المعروف أن البلاد تتجنب اللقاحات التي يقدمها برنامج توزيع كوفاكس المدعوم من الأمم المتحدة. فقد سبق و رفضت كوريا الشمالية شحنات من اللقاحات من برنامج قسمة اللقاحات كوفاكس العالمي ولقاحات سينوفاك للتكنولوجيا الحيوية من الصين. وهذا يشير إلى أن هناك احتمالا كبيرا بأنه لم يتم تطعيم أي شخص بها حتى الآن. و وفقا لمنظمة الصحة العالمية، اعتبارا من مارس 2022، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إصابة بكوفيد 19، ولا يوجد سجل رسمي للكوريين الشماليين الذين تم تطعيمهم.
ووفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، أمر كيم جونغ أون بالسيطرة على الفيروس من خلال تدافع "الطوارئ القصوى" الذي يبدو أنه يتضمن أمرا بعمليات الإغلاق المحلية وقيودا على التجمعات في العمل. ووفقا لموقع "إن كيه نيوز"، وهو موقع مراقبة مقره سيول، فقد تم الإغلاق على السكان في عدة أماكن في بيونغ يانغ لمدة يومين على الأقل قبل الإعلان الأخير.
لأكثر من عامين، تدعي كوريا الشمالية أنه لم يكن لديها اي حالة من الاصابة بكوفيد 19. إذن، لماذا تعترف كوريا الشمالية بذلك الآن؟ يرجع ذلك على الأرجح إلى أن هذا التفشي الاخير هو خطير للغاية ويصعب إخفاؤه. ومع ذلك, هذا لا يعني أنهم سيكونون أكثر استعدادا لقبول المساعدة الخارجية. لأن كوريا الشمالية حتى الآن ليست دولة تتلقى بسهولة مساعدات خارجية، خاصة إذا كانت مرتبطة بحكومة البلاد أو سياساتها.
وباعتبارها أقرب جيرانها، عرضت كوريا الجنوبية المساعدة. وقال المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي لرويترز إن الرئيس يون سوك يول الذي أدى اليمين الدستورية في 10 مايو الماضي, لن يربط المساعدات الإنسانية بالوضع السياسي, وفتح الباب أمام تقديم الدعم لكوريا الشمالية.
نأمل أن يكون عرض الدعم من مختلف الأطراف لبيونغ يانغ قادرا على المساعدة و يسهل إنقاذ البلاد لمواطنيها من تفشي كوفيد 19.