غمرت الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات ثلث الأراضي الباكستانية. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 22 مليون شخص أو حوالي 10 في المائة من سكان البلاد قد تأثروا بالفيضانات. توضح خريطة مركز الأقمار الصناعية للأمم المتحدة أو يونوسات، أن المياه التي اكتشفتها الأقمار الصناعية التراكمية في باكستان في الفترة من 1 إلى 29 أغسطس، أظهرت أن ما مجموعه حوالي 75 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الباكستانية قد تأثرت من الفيضانات.
وفقا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان، لقي ما يقرب عن 1.200 شخص حتفهم نتيجة للفيضانات منذ منتصف يونيو الماضي. وفي حين دمر أو تضرر أكثر من مليون منزل، كما ودمرت الفيضانات أيضا بعض البنية التحتية بالبلاد من قبيل الطرق والجسور والأراضي الزراعية و جرفتأيضا ما يقرب من مليونحيوان.
وقد حظي حجم الأثر الناجم عن الفيضانات في باكستان باهتمام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. وفي رسالة مصورة، حث غوتيريش المجتمع الدولي على مساعدة باكستان. كما دعا مواطني العالم للتوقف عن السير في اتجاه تدمير الكوكب الذي يسكنه البشر بسبب تغير المناخ. وقال إن الكوارث تصيب حاليا باكستان، ولكن في المرة القادمة يمكن أن تصيب الكوارث دول أخرى.
وقد صرفت الأمم المتحدة 160 مليون دولار أمريكي أو ما يعادل 2,3 تريليون روبية من المساعدات. كما طلبت الأمم المتحدة من أعضاءها مساعدة باكستان على تلبية الاحتياجات الأساسية ل 5,2 مليون شخصنزحوا بسبب الكارثة. ويشمل ذلك 33 مليون باكستاني متضرر.
ووصفت وزيرة التغير المناخي الباكستانية، شيري رحمان، الوضع في باكستان بأنه كارثة إنسانية ناجمة عن تغير المناخ. فباكستان تولد أقل من 1 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية ولكنها تصنف من بين أفضل 10 دول أكثر عرضة لآثار تغير المناخ.
خلال هذا العام، زادت نسبة هطول الأمطار في باكستان بـ 200 في المائة تقريبا عن متوسط الأمطار الموسمية. ووفقا لوزيرة التغير المناخي الباكستانية، فإن العديد من العوامل تسبب الفيضانات، لكن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي يجعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر احتمالا. فقد ارتفعت درجة حرارة الكرة الارضية بنحو 1,2 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في انبعاثات الكربون.
من المقرر أن تقوم الأمم المتحدة بتنظيم مؤتمر تغير المناخ أو الاجتماع السابع والعشرين للأطراف المعنية في نوفمبر القادم في شرم الشيخ، بمصر. ومن المتوقع أن يكون هذا الاجتماع مكانا لدعوة سكان الأرض لتجنب الأضرار بها وحماية الكوكب الذي يعيش فيه البشر من الكوارث الطبيعية.