اليوم، تحتفل الأمة الإندونيسية بيوم 12 يوليو باعتباره يوم التعاون الوطني. وفقا للقاموس الكبير الإندونيسي، فإن التعاونية هي اتحاد يهدف إلى تلبية احتياجات أعضائها من خلال بيع الضروريات اليومية بأسعار منخفضة بشكل لا تهدف إلى تحقيق الربح. بينما تقول ويكيبيديا، إن التعاونية هي منظمة اقتصادية يملكها ويديرها الناس من أجل المصلحة المشتركة. وتستند التعاونيات في أنشطتها إلى مبدأ الحركة الاقتصادية الشعبية القائمة على مبدأ القرابة. من هذين التفسيرين حول التعاونيات، يمكن الاستنتاج أن التعاونيات تنشأ من أجل رفاهية أعضائها.
تأسست الحركة التعاونية وتطورت في أوروبا. بعدها انتقلت إلى إندونيسيا من قبل الحكام الاستعماريين الهولنديين. بسبب منفعتها المتبادلة وطبيعتها الاجتماعية، تم قبول الحركة بسهولة من قبل الشعب الإندونيسي الذي يتمتع بالفعل بهذه الشخصية التعاونية. بعدها تطورت التعاونيات في إندونيسيا، وتحديدا بعد عامين من استقلال إندونيسيا وعلى وجه التحديد في 12 يوليو من سنة 1947، عقد المؤتمر التعاوني الأول في مدينة تاسيك مالايا، بمحافظة جاوة الغربية. من هنا جاء تاريخ الاحتفال في إندونيسيا باعتباره يوم التعاون الوطني.
حتى الآن، لعبت التعاونيات في إندونيسيا دورا مهما للغاية في مساعدة محدودي الدخل مثل المزارعين والصيادين والتجار في الأسواق التقليدية وحتى ربات البيوت اللواتي لا يستطعن الحصول إلى المدخرات والقروض من البنوك. بفضل التعاونيات يمكن للكل زيادة الأعمال وتعزيز اقتصادهم. لأن الاقتصاد الشعبي القوي هو أساس المرونة الاقتصادية الوطنية.
مع مرور الوقت، أصبحت جميع الدوائر تقريبا على دراية بالخدمات المصرفية. حتى أبسط المعاملات تتم الآن بشكل شائع من خلال البنوك. من هنا تحاول البنك بشكل متزايد خلق طرق مختلفة بهدف الاقتراب من جميع مستويات طبقات المجتمع. وهذا لا يعني أن دور التعاونيات قد انتهى . فيمكن للبنوك بالفعل الشراكة مع التعاونيات للوصول إلى المزيد من العملاء. وعلى العكس من ذلك، يمكن للتعاونيات الاستفادة من النظام المصرفي الحديث لتعزيز وتوسيع أعمالها.
من خلال كل هذا أتت فكرة موضوع الاحتفال باليوم التعاوني لعام 2023، وهي "بناء التعاونيات على أساس الحكمة المحلية نحو اقتصاد تعاوني متبادل مستقل وحديث ورقمي".