وقعت المملكة العربية السعودية معاهدة الصداقة والتعاون مع الآسيان يوم الأربعاء (12/7). ووقع وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، المعاهدة في حفل أقيم على هامش اجتماع لوزراء خارجية آسيان في جاكرتا. أصبحت المملكة العربية السعودية الدولة الـ51 التي توقع معاهدة الصداقة والتعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا أي الآسيان.
بعد التوقيع قالت وزيرة الخارجية ريتنو مارسودي، إنه من خلال توقيع المعاهدة، فالمملكة العربية السعودية ملتزمة بالتعاون مع الآسيان، كما وتلتزم العربية السعودية أيضا بالامتثال للقانون الدولي، والمساهمة في السلام والاستقرار في جنوب شرق آسيا. وأضافت ريتنو مارسودي أن التزام المملكة العربية السعودية بقيم ومبادئ الآسيان مهم للغاية وسط الديناميات الجيوسياسية الحالية.
هذا ويمثل توقيع معاهدة الصداقة والتعاون التوسع المستمر في علاقات العربية السعودية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا التي أقامت معها علاقات جيدة منذ فترة طويلة. على الرغم من وجود علاقات متوترة في بعض الأحيان مع العديد من دول الآسيان بسبب قضية حماية حقوق العمال الأجانب. لكنه ليس عائقا أمام العلاقات الودية بين المملكة العربية السعودية والآسيان.
أحد الأدلة على مثانة الصداقة بين الآسيان والمملكة العربية السعودية، ظهر خلال أزمة السودان. فقد ساعدت العربية السعودية في إجلاء الآلاف من مواطني الآسيان من الحرب الأهلية في السودان. ووصف سفير المملكة العربية السعودية في جاكرتا فيصل بن عبد الله العامودي الإجلاء بأنه دليل على علاقات الرياض القوية مع العديد من دول جنوب شرق آسيا.
من الناحية الاجتماعية والثقافية، فإن العربية السعودية والآسيان قريبتان نسبيا، لأن جنوب شرق آسيا هي واحدة من المناطق التي بها أكبر عدد من المسلمين، والثالثة في العالم، مع أغلبية في إندونيسيا وبروناي وماليزيا. وقد وهبت العربية السعودية على مدى عقود أموالا إلى مختلف الدول في جنوب شرق آسيا لبناء وتطوير المساجد ودعم التعليم الإسلامي. كما وأن مسلمو جنوب شرق آسيا هم أيضا أحد المساهمين الرئيسيين في النقد الأجنبي في المملكة العربية السعودية من خلال الحج والعمرة.
في قطاع التجارة، تحصل المملكة العربية السعودية على الكثير من العملات الأجنبية من الأنشطة التجارية مع دول جنوب شرق آسيا. فالعربية السعودية تزود جنوب شرق آسيا بالنفط والغاز الطبيعي. حيث يتم شحن حوالي 78 في المائة من النفط الخام السعودي إلى الدول الآسيوية، بما في ذلك إلى جنوب شرق آسيا.
من المتوقع أن تزداد العلاقات الودية بين المملكة العربية السعودية ورابطة أمم جنوب شرق آسيا في مختلف المجالات بعد توقيع معاهدة الصداقة والتعاون. وهنا ينبغي للمملكة العربية السعودية أن تكون قادرة على استخدامها للحفاظ على السلام، وبناء تعاون شامل، ومواجهة التحديات التي تنشأ في الديناميات الجيوسياسية.