إن معظم مكونات الشعب الإندونيسي هم غالبا من المزارعين والصيادين، لذلك ليس من المستغرب أن توجد بإندونيسيا تقاليد مختلفة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهذين النوعين من المهنة. على سبيل المثال، تقليد رواه سيغاري الذي تمسك به شعب لومبوك في غرب نوسا تينجارا، وهذا التقليد يعد شكلا من أشكال الامتنان من مجتمع الصيادين في قرية كورانجي دالانج على الخيرات البحرية الوفيرة. ويقام مهرجان رواه سيغاري كل شهر محرم في التقويم الهجري.
ومن المعتاد أنه عند احتفال "رواه سيغاري"، تزدحم مجموعات الصيادين من "لابو أبي" حول شواطئ كورانجي. وهم بهذا يستمرون في إقامة التقليد منذ فترة أجدادهم حتى يومنا هذا وهو صورة عن شكرهم وامتنانهم لنعم الله، خاصة على حماية الله لهم من جميع الكوارث.
يبدأ موكب رواه سيغارا بقراءة الكتاب البرزنجي ثم سيلاكران ثم الأذكار والدعاء. وبعدها يتم تقديم نوبات على الحاوية الصينية المسمى بدولانغ بينامات (وهو نوع من القرابين) التي يتم نقلها إلى الخط الساحلي. وبعد فترة وجيزة، تلقى الحاوية في البحر. وهكذا تعد عملية لارونج أي رمي الحاوية إلى البحر رمزًا لامتنان مجتمع الصيادين للمنتجات البحرية الوفيرة. وبعد مرور الموكب، يتم تقديم وجبة غذاء للحضور والضيوف مع الأطباق التي صلوا من أجلها في وقت سابق. إنهم ينفذون تقليد بيجيبونج أو تناول الطعام في حاوية كبيرة معاً. يعد الاستمتاع بتناول الوجبة معًا شكلاً من أشكال العمل الجماعي والقرابة بين الصيادين حول شاطئ كورانجي.
مستمعينا الأعزاء، في تقليد رواه سيغاري، عديدا من الأحكام العرفية التي يجب تنفيذها. على سبيل المثال، لا يسمح للصيادين بالذهاب إلى البحر لصيد الأسماك لمدة ثلاثة أيام بعد إقامة حفل رواه سيغاري. وذلك لإعطاء البحر لحظةً للتعافي، بعد كل هذا الوقت الذي قضاه الصيادون. يعتقد السكان المحليون أنه إذا تم انتهاكه، فإن الصيادين سيواجهون كارثة. وبعد ثلاثة أيام، يسمح الصيادون للذهاب إلى البحر بأمل وحماس جديدين أي الحصول على صيود وفيرة.