شنت إسرائيل هجوما على مركز تدريب تابع للأمم المتحدة يستضيف آلاف اللاجئين في خان يونس بغزة، يوم الأربعاء (24/1). وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة 75 آخرين. ويعد مركز الأمم المتحدة للتدريب المهني في خان يونس أكبر منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطيني أو الأونروا والتي تستوعب أكثر من 30 ألف لاجئ.
وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن المجمع كان عبارة عن منشأة تحمل علامات واضحة للأونروا وتم مشاركة إحداثياته مع السلطات الإسرائيلية كما هو الحال مع جميع مرافق الأونروا.
ورفضت إسرائيل الاتهامات بأنها هاجمت مخيمات اللاجئين. وقال الجيش الإسرائيلي إن فحوصات أنظمته التشغيلية استبعدت أن تكون قواته قد هاجمت المركز.
ولقيت الهجمات الإسرائيلية على مخيمات اللاجئين انتقادات من المجتمع الدولي، بما في ذلك من الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، حسبما نقلته وكالة الأنباء أنتارا، يوم الخميس (25/1)، إن طرفه يأسف للهجوم الإسرائيلي. ووفقا لفيدانت باتيل، يجب حماية المدنيين ويجب احترام حماية منشآت الأمم المتحدة.
ووصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطيني، فيليب لازاريني، الإجراء الإسرائيلي بأنه إجراء ينتهك بشكل علني القواعد الأساسية للحرب.
كما جاءت الانتقادات من الحكومة الإندونيسية. حيث أدانت الحكومة الإندونيسية، عبر وزارة خارجيتها، بشدة الهجوم الإسرائيلي على ملجأ الأمم المتحدة في خان يونس بقطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية الإندونيسية، عبر منصة X، يوم الخميس 25 يناير 2024، إن الهجوم يضاف إلى قائمة الانتهاكات التي تواصل إسرائيل ارتكابها ضد القانون الدولي.
منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي في أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل سلسلة من الانتهاكات لقوانين الحرب التابعة للأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي، وهي مهاجمة المدنيين، ومهاجمة الطواقم الطبية والمستشفيات، وكذلك أماكن العبادة.
وأودى الهجوم البري الإسرائيلي بحياة الآلاف من الفلسطينيين. وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون، نقلاً عن قناة نيوز آسيا، يوم الخميس (25/1)، إن ما لا يقل عن 25.700 شخص لقوا حتفهم في غزة منذ أكتوبر 2023. وترفض إسرائيل وقف الحرب وتواصل مهاجمة غزة، مما أدى إلى فقدان آلاف الأرواح. كما ظهرت مزاعم الإبادة الجماعية في هذا الصراع.
إن محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وهي الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة، تشكل أحد الجهود الرامية إلى وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة. في 29 ديسمبر 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية وطلبت من محكمة العدل الدولية أن تأمر إسرائيل بالوقف الفوري لهجماتها على غزة وتحمل المسؤولية عن جرائم الإبادة الجماعية المزعومة التي وقعت.
إن الجهود القانونية لمقاضاة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية هي الخطوات الصحيحة ويجب دعمها. وبحسب وكالة رويترز فإن محكمة العدل الدولية ستقرر اليوم الجمعة (26/1) الساعة 12.00 بتوقيت جرينتش ما إذا كانت ستوافق على إجراءات الطوارئ لوقف الحرب في غزة. ونأمل أن يكون قرار محكمة العدل الدولية كما تتوقعه جنوب أفريقيا والعديد من البلدان الأخرى التي تدعم هذه المطالب.