تشجع وزارة الصناعة الإندونيسية زيادة إمكانات صناعة تجهيز اللحوم. إحدى الطرق هي صياغة السياسات التي يمكن أن تساعد هذه الصناعة على النمو والمحافظة عليها. صرح بذلك المدير العام للصناعة الزراعية بوزارة الصناعة، بوتو جولي أرديكا، في كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر الوطني للرابطة الوطنية لمصنعي اللحوم بإندونيسيا في جاكرتا، يوم الأربعاء (17/1).
نقلا عن الموقع الإلكتروني لوزارة الصناعة الإندونيسية، قال بوتو أرديكا إن زيادة الطلب العام على المنتجات الغذائية المصنعة يعد أحد الأشياء التي تفتح الفرص أمام صناعة تجهيز اللحوم لتطوير السوق المحلية لمنتجات اللحوم المصنعة. ووفقاً لبوتو أرديكا، فإن هذا يتماشى مع برنامج الحكومة لزيادة استهلاك البروتين الحيواني على المستوى الوطني من أجل الحد من معدلات التقزم وسوء التغذية.
واستنادًا إلى تقرير منظمة الأغذية والزراعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يبلغ حاليًا حجم الاستهلاك الوطني من لحوم البقر حوالي 2,25 كيلوجرام للفرد سنويًا، بينما يبلغ استهلاك لحوم الدجاج حوالي8,37 كيلوجرام للفرد سنويًا. ومع ذلك، استنادا إلى بيانات من شركة مينتل، وهي شركة استخبارات تسويقية مقرها لندن، فإن نمو صناعة تجهيز اللحوم في إندونيسيا يعتبر سريعا للغاية، بل يعد الأسرع على مستوى العالم. تضم صناعة معالجة اللحوم في إندونيسيا حاليًا 64 شركة بقيمة استثمارية تبلغ 3,45 تريليون روبية ويقودها 25.839 شخصًا.
شهد أداء تصدير منتجات اللحوم المصنعة عام 2023 زيادة كبيرة وصلت إلى 80 في المائة مقارنة بعام 2019. ووصلت قيمة الصادرات عام 2023 إلى 3,5 مليون دولار أمريكي، أي بزيادة عن إنجاز 2019 البالغ 2,8 مليون دولار أمريكي. وأوضح بوتو أن قيمة الصادرات لا تزال صغيرة مقارنة بالدول الرئيسية المنتجة للحوم المصنعة في العالم، لكن هذا يدل على أن إمكانات تصدير منتجات اللحوم المصنعة عالية وشهدت نموًا كبيرًا.
وأضاف أن أداء صناعة تجهيز اللحوم تأثر أحدها بالتغيرات في نمط حياة بعض المجتمعات الحضرية التي طلب بأن تكون أسرع وذات فعالية. وهذا يشجع على زيادة استهلاك الأطعمة المصنعة، بما في ذلك منتجات اللحوم المصنعة. وأوضح أن نمو أرقام استهلاك لحوم البقر والدواجن في عام 2023 ارتفع بنسبة 8,20% و12,03% على التوالي مقارنة بعام 2019. ويحتل نمو استهلاك لحوم البقر في إندونيسيا المركز الثالث في آسيان بعد فيتنام وماليزيا، بينما يحتل نمو لحوم الدواجن في إندونيسيا المركز الثالث بعد فيتنام والفلبين.
ووفقا لبوتو، ستواجه صناعة تجهيز اللحوم في المستقبل تحديات عالمية متزايدة التعقيد. ومن بينها الظروف الجيوسياسية الناجمة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا وإسرائيل وفلسطين التي لم تنته بعد، وانخفاض إمدادات الغذاء والطاقة في السوق العالمية، وارتفاع معدلات التضخم في العديد من الدول المتقدمة، وزيادة أسعار الفائدة، حتى انخفاض سعر صرف الروبية. ومع ذلك، يعتقد بوتو أن إندونيسيا يمكنها تحويل هذه التحديات إلى فرص للنجاح .
وقال بوتو في الختام أن وزارة الصناعة الإندونيسية أعدت بعض السياسات لتشجيع نمو صناعة تجهيز اللحوم الوطنية. ومن بينها الإعفاء من رسوم الاستيراد على آلات تطوير الصناعة والحوافز الضريبية في سياق الانتعاش الاقتصادي، وصياغة سياسات التعريفة الجمركية من خلال أدوات التجارة في خطة اتفاقية التجارة الحرة. وقال بوتو أيضًا إن وزارة الصناعة دعت المستثمرين الوطنيين في صناعة تجهيز اللحوم إلى مواصلة تطوير هذه الصناعة، لتعزيز وجودها وقدرتها التنافسية في مواجهة المنافسة العالمية.