مدد المجلس العسكري في ميانمار يوم الأربعاء الماضي (31/1) مرة أخرى حالة الطوارئ في البلاد طوال الأشهر الستة المقبلة. فقد قررت أعلى هيئة لصنع القرار في ميانمار، وهي مجلس الدفاع والأمن الوطني، تمديد حالة الطوارئ التي انتهت في منتصف ليلة الأربعاء.
ويأتي تمديد حالة الطوارئ بعد مرور ثلاث سنوات على الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المنتخبة أونغ سان سو تشي ديمقراطيا في ميانمار.
كما أدى تمديد حالة الطوارئ إلى تعليق الانتخابات التي وعد بها الحكام بعد الانقلاب في 1 فبراير 2021. وهذا التمديد ليس بالجديد فقد مدد الحكام العسكريون في ميانمار حالة الطوارئ عدة مرات منذ توليهم السلطة.
أدى قرار الجيش بإعلان حالة الطوارئ إلى احتجاجات حاشدة أدت إلى رد قمعي من الجيش.
ووفقا لمجموعة مراقبة محلية، وهي جمعية مساعدة السجناء السياسيين، قد قتل ما لا يقل عن 4.500 مدني منذ الانقلاب واعتقل أكثر من 20 ألف لأسباب سياسية.
وفي نفس الوقت، ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من مليوني شخص أجبروا على الفرار إلى دول مختلفة، بما في ذلك إندونيسيا، بسبب العنف في ميانمار.
وقال زعيم المجلس العسكري، الجنرال مين أونج هلاينغ، أنه لا يمكنها رفع حالة الطوارئ لأنه المؤسسات تتعامل مع الجماعات العرقية المسلحة في جميع أنحاء البلاد. ووفقا له، الجيش لا يزال منزعجا من الهجمات المنسقة التي نفذتها ثلاث جماعات متمردة من الأقليات العرقية في شمال ميانمار في أكتوبر الماضي. فقد هاجموا قوات المجلس العسكري واستولوا على العديد من المدن وكذلك المواقع العسكرية الأمامية.
ومن المؤكد أن تمديد حالة الطوارئ لن يحل المشكلة. بل على العكس تماما، سيستمر الأشخاص والجماعات المعارضة للسياسات العسكرية في إبداء المقاومة.
تشكل الحالة السياسية السائدة في ميانمار أيضا تحديا لسلامة رابطة أمم جنوب شرق آسيا أو آسيان ووحدتها وعلاقاتها. فمنذ بداية الصراع، واصلت الآسيان، وخاصة إندونيسيا، التي تولت رئاسة الآسيان في عام 2023، إظهار التزامها بمساعدة ميانمار على الخروج من الأزمة. لكنها لم تظهر حتى الآن نتائج مرضية.
أكدت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، في مناسبات مختلفة أن تنفيذ "إجماع النقاط الخمس" الذي تم التوصل إليه في اجتماع الآسيان في جاكرتا في عام 2021 لا يزال المرجع الرئيسي لحل النزاع في ميانمار.
من بين النقاط الرئيسية في إجماع النقاط الخمس ذكر وجوب إيقاف العنف بشكل فوري في ميانمار، كما ويجب على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. "ويجب بدء حوار بناء بين جميع الأطراف المعنية لإيجاد حل سلمي لصالح الشعب"، لم يتحقق بشكل صحيح.
تتولى لاوس رئاسة الآسيان خلال هذا العام. من هنا نأمل أن يستمر التشجيع الإيجابي لحل مشكلة ميانمار من خلال "توافق الآراء ذي النقاط الخمس" حتى يتم إحلال السلام في ميانمار.