تواصل إسرائيل شن هجوم عسكري مميت على قطاع غزة ولم تظهر أي علامات على قرب نهاية الهجوم، يتم هذا وسط إدانة من قبل المجتمع الدولي. وحتى خلال شهر رمضان، عندما يصوم السكان المسلمون في فلسطين، لا تنوي إسرائيل الحد من هجماتها، ناهيك عن وقفها. وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل عن مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وخلفت أكثر من 73 ألف جريح وسط دمار شامل ونقص في الضروريات الأساسية.
وفقا للأمم المتحدة، فقد أجبرت الهجمات الإسرائيلية 85 في المائة من سكان قطاع غزة على الفرار إلى أماكن مختلفة. ويأتي ذلك وسط حصار أدى إلى شح إمدادات الغذاء والمياه النظيفة والأدوية. بالإضافة إلى ذلك، تضررت أو دمرت 60 في المائة من البنية التحتية في المنطقة.
أقر مكتب رئيس الولايات المتحدة، البيت الأبيض، يوم الأربعاء (13/3) بخطورة "الأزمة الإنسانية" في قطاع غزة المحاصر. حيث قتل الكثير من المدنيين وأصبحت الضروريات اليومية نادرة هناك.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، إن ندرة احتياجات المدنيين عامل في بدء الولايات المتحدة جهودا لتوصيل المساعدات الإنسانية جوا.
كما وضعت الولايات المتحدة خططا جديدة لبناء أرصفة مؤقتة لتسهيل تسليم المساعدات عن طريق البحر.
ووفقا لكارين جان-بيير، يحتاج المدنيون الفلسطينيون الأبرياء إلى الغذاء والماء والمعونة الطبية. ولهذا السبب، تريد واشنطن ضمان وصول أكبر قدر ممكن من المساعدات، لأن هناك أزمة إنسانية مستمرة في غزة. كما وحثت الحكومة الأمريكية إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لتخفيف سقوط المزيد من الضحايا. لكن إسرائيل لم تستجب بشكل جيد لكل هذه الدعوات.
هذا ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى وقف إطلاق النار. وقال إنه على الرغم من بداية شهر رمضان المبارك، ألا إن الدماء لا تزال تراق في غزة. فخلال هذا الشهر، يلتزم الفلسطينيون ذوو الأغلبية المسلمة بواجب الصيام. وقال أيضا إن رمضان هو وقت السلام ودعا القادة السياسيين والدينيين وأفراد المجتمع إلى بذل كل جهد ممكن للتعاطف والعمل وصنع السلام. لكن إسرائيل تجاهلت هذا النداء أيضا.
مند وقت ليس بالطويل حوكمت إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية. وأمر حكم تمهيدي أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير الماضي، إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية، فضلا عن اتخاذ إجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.
إن أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة واضحة للغاية. ومع ذلك، لم تتمكن أي من الجهود التي بذلت من وقف وحشية إسرائيل.
وباسم الإنسانية، من الملح اتخاذ إجراءات أكثر واقعية وأسرع من جانب جميع الأطراف. بما في ذلك الأمم المتحدة وحلفاء إسرائيل المقربين لوقف الهجمات الإسرائيلية، أو على الأقل التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمنع وقوع المزيد من الضحايا.