تتزايد سخونة الوضع في الشرق الأوسط بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في إيران بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بزشكيان.
وبعد اغتيال هنية، قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن بلاده تعتبر أن الانتقام لدماء ضيفها البارِز واجب، وألقى باللوم على إسرائيل في هذا العمل.
وفي الوقت نفسه، أمرت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، بنشر المزيد من الطائرات المقاتلة والقوارب الطائرة في المناطق الخاضعة للقيادة العسكرية الأمريكية والأوروبية. وتزعم الولايات المتحدة أن ذلك تم من أجل الحد من التوترات الإقليمية في غرب آسيا والدفاع عن النظام الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، أعلنت بريطانيا أنها ستنشر قوات إضافية في الشرق الأوسط لتقديم الدعم العملياتي للسفارات ومساعدة المواطنين البريطانيين. وسبق أن ناقش رئيس الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أهمية تشكيل ائتلاف لحماية إسرائيل من إيران وحلفائها وسط الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط.
آثار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط مخاوف عدد من الدول. فقد نصحت بولندا مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل وإيران بسبب الوضع غير المستقر في المنطقة.
كما أوقف عدد من شركات الطيران من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا رحلاتها إلى إسرائيل ولبنان لأسباب أمنية في أعقاب التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط. في هذه الأثناء، تحث الولايات المتحدة، عبر سفارتها، المواطنين الأميركيين على مغادرة لبنان فوراً مع أي تذاكر متاحة وسط مخاوف من حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله وانتشار صراع إقليمي أوسع.
تمثل عدد من الهجمات في جنوب لبنان وطهران تصعيداً خطيراً للصراع في وقت ينبغي أن تبذل فيه الجهود إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة. عدا عن ذلك، فهو أيضاً من أجل عودة الهدوء إلى لبنان.
يجب على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، على الرغم من أننا ندرِك أن ضبط النفس وحده لا يكفي في هذا الوقت الحساس. ويجب على جميع الأطراف العمل على تهدئة التوترات الإقليمية من أجل السلام والاستقرار على المدى الطويل لجميع الأطراف.
الحاجة اليوم هو أن على المجتمع الدولي أن يعمل معًا للمنع الفوري لأي أعمال يمكن أن تدفع الشرق الأوسط بأكمله نحو صراع أوسع نطاقًا وأكثر خطورة مع آثار مدمرة على المدنيين. وأفضل طريقة للقيام بذلك الآن هي تعزيز العمل الدبلوماسي الشامل لتهدئة الوضع الإقليمي.