كشفت كوريا الجنوبية عن رؤيتها لإعادة التوحيد مع كوريا الشمالية يوم أمس الخميس (15/8). قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في خطاب ألقاه بمناسبة يوم التحرير الذي يحتفل به كعلامة على نهاية الاستعمار الياباني في عام 1945، إن تحرير كوريا لن يكتمل أخيرا إلا عندما يتم إنشاء دولة موحدة حرة وديمقراطية مملوكة للشعب بحق في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية كما تعهد الرئيس يون بتوسيع نطاق الوصول إلى المعلومات من الخارج إلى كوريا الشمالية واقترح قناة حوار رسمية يمكنها مناقشة أي قضية تتعلق بالبلدين.
ومضى الرئيس الكوري الجنوبي في تحديد ثلاث مهام رئيسية لإعادة التوحيد، وهي الحفاظ على الحرية في كوريا الجنوبية من الأخبار المزيفة وغيرها من العناصر المزعزعة للاستقرار. ثم، وفقا للرئيس يون، إحداث التغيير في كوريا الشمالية من خلال تحسين حقوق الإنسان وتلقي المعلومات من الخارج. إضافة إلى تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي.
كما اقترح تشكيل "مجموعة عمل" بين الكوريتين لمناقشة سبل الحد من التوترات واستئناف التعاون الاقتصادي وتحسين التبادلات.
ويأتي الحوار الذي اقترحه يون وسط توترات متصاعدة بعد أن أرسلت كوريا الشمالية بالونات مليئة بالقمامة عبر الحدود ردا على الجماعات المدنية الكورية الجنوبية التي أرسلت بالونات تحمل منشورات دعائية تنتقد الزعيم الكوري الشمالي.
في يونيو الماضي، استأنفت كوريا الجنوبية بث الدعاية عبر مكبرات الصوت بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية لأول مرة منذ يناير/كانون الثاني 2016. وقد تم الرد على ذلك باعتباره عملا استفزازيا من قبل كوريا الشمالية.
يبدو أن آفاق المحادثات بين الكوريتين لا تزال قاتمة حيث وصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون كوريا الجنوبية بكونها العدو الرئيسي الذي لا يتغير. إضافة إلى ذلك، وقعت كوريا الشمالية في يونيو اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة مع روسيا تتضمن بندا للدفاع المشترك.
يبدو أن التوترات في شبه الجزيرة الكورية لم تهدأ أبدا منذ انتهاء الحرب الكورية في عام 1953 باتفاق هدنة. نأمل أن يتمكن قادة البلدين من الامتناع عن شن هجمات لفظية مختلفة يمكن أن تؤدي إلى مواجهة مفتوحة. ويمكن التأكد من أن النزاعات المفتوحة ستضر بكلا الطرفين فقط.