ستستضيف إندونيسيا المنتدى الإندونيسي والأفريقي الثاني في بالي، في الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر 2024. وسيعقد هذا المنتدى بالتزامن مع منتدى الشراكة متعدد الأطراف رفيع المستوى HLF-MSP 2024.
يركز المنتدى الإندونيسي والإفريقي خلال هذا العام على تعزيز علاقات إندونيسيا مع الدول الإفريقية بشأن العديد من القضايا ذات الأولوية، وخاصة التعاون في قطاعات الأمن الغذائي والطاقة والمعادن والصحة.
إن العلاقة بين إندونيسيا والدول الأفريقية ليست علاقة جديدة، حيث أنها تأسست منذ انعقاد المؤتمر الآسيوي الأفريقي في باندونغ بإندونيسيا في عام 1955. وقد كان هذا أحد أسباب اختيار موضوع اجتماع المنتدى في بالي هذه المرة، وهو "روح باندونغ من أجل أجندة أفريقيا 2063"، فضلاً عن كونه يهدف أيضًا إلى الاحتفال بالذكرى السبعين على انعقاد المؤتمر الآسيوي الأفريقي.
منذ انعقاد المؤتمر الآسيوي الأفريقي في عام 1955، كانت للدول الأفريقية نفس الرغبة التي كانت لدى إندونيسيا في محاربة الإمبرِيالية والاستعمار. وقد أصبحت هذه النظرة المشتركة هي القوة الأساسية للصداقة والتعاون بين إندونيسيا وأفريقيا والتي لا تزال تنمو حتى الآن.
يرى كل من الطرفين أن لدى الطرف الآخر إمكانات يمكن استغلالها لتحقيق التقدم المتبادل. وترى إندونيسيا أن أفريقيا منطقة تتمتع بإمكانات وفيرة من الموارد الطبيعية، في حين ترى أفريقيا أن إندونيسيا دولة قادرة على مساعدة جل بلدان القارة. وهذا هو الأساس للتفكير في تحسين العلاقات إلى مستوى أعلى، وخاصة من خلال منتدى إندونيسيا وأفريقيا.
وعلاوة على ذلك، تعتبر أجندة التنمية الأفريقية 2063 متوافقة مع رؤية إندونيسيا الذهبية 2045. وتتجه أجندة التنمية الأفريقية 2063 نحو التحول إلى منطقة مستقلة وذات سيادة وتنافسية على المستوى العالمي. في حين أن رؤية إندونيسيا الذهبية 2045 هي خطة طويلة الأجل لجعل إندونيسيا دولة متقدمة ومزدهرة في الذكرى المئوية للاستقلال.
إن الرؤيتين متشابهتان، حيث تركزان الجهود على تنمية الموارد البشرية من خلال عدة جوانب، بما في ذلك التعليم والصحة وتمكين جيل الشباب. ومن خلال هذا التآزر، يمكن لإندونيسيا وأفريقيا أن تعززا بعضهما البعض وتحدثا تأثيراً إيجابياً على العالم، وخاصة في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية وتغير المناخ الحالية.
ومن المتوقع أن لا تكون اجتماعات المنتدى الإندونيسي والإفريقي الثاني ومنتدى الشراكة متعدد الأطراف رفيع المستوى بل يمكن أن تنتج تغييرات حقيقية في سياق التعاون بين إندونيسيا وأفريقيا. ويتعين على هذا الزخم أن يثبت للعالم أن إندونيسيا وأفريقيا تلعبان دوراً مهماً في التنمية العالمية ومعالجة التحديات العالمية.