أعلنت الحكومة الإندونيسية رسميًا رفضها لاقتراح استثماري من شركة "آبل" بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 1.59 تريليون روبية. وجاء في بيان مكتوب صادر عن وزارة الصناعة الإندونيسية، ونقلته صحيفة "كومباس تيكنو" يوم الثلاثاء (26/11)، أن العرض الاستثماري للفترة 2026-2024 لم يلبّ معايير العدالة المطلوبة.
وذكرت الوزارة أن اقتراح "آبل" لم يستوف أربعة معايير رئيسية للعدالة. وفي هذا السياق، تأمل الحكومة أن تكون استثمارات "آبل" المستقبلية أكبر من 100 مليون دولار أمريكي. وكنتيجة لرفض هذا الاستثمار، فإن سلسلة هواتف "آيفون 16" لا تزال محظورة من البيع الرسمي في الأسواق الإندونيسية.
أوضح وزير الصناعة، السيد أغوس غوميواغ كارتاساسميتا، أن هناك أربعة معايير للعدالة لم تحققها "آبل" من خلال عرضها الاستثماري الأخير. أولاً، ترى الحكومة أن وعد استثماري بقيمة 100 مليون دولار غير عادل مقارنة باستثمارات "آبل" في دول أخرى. ولم تفصح الوزارة عن تفاصيل المقارنة، لكن تقارير سابقة تشير إلى أن "آبل" أنفقت ما يقرب من 255 تريليون روبية في فيتنام. وبالمقارنة، فإن العرض الاستثماري البالغ 1.59 تريليون روبية في إندونيسيا يبدو ضئيلًا للغاية. لذا، دعت وزارة الصناعة "آبل" إلى إنشاء منشآت إنتاج ومصانع في إندونيسيا مباشرةً، لتجنب الحاجة إلى تقديم مقترحات استثمارية دورية كل ثلاث سنوات.
ثانيًا، ترى الحكومة أن قيمة الاستثمار البالغة 100 مليون دولار لا تعد عادلة إذا ما قورنت باستثمارات شركات الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية الأخرى في إندونيسيا. ثالثًا، لم يقدم عرض "آبل" أي قيمة مضافة واضحة أو زيادة في الإيرادات الوطنية. ورابعًا، لم يظهر الاستثمار أي إنصاف في مجال توفير فرص العمل للشعب الإندونيسي.
موقف الحكومة الإندونيسية برفض هذا العرض كان قرارًا صائبًا. فإندونيسيا تعد سوقًا رائجًا لشركة "آبل"، حيث سجلت وزارة الصناعة بيع 2.61 مليون هاتف من منتجات الشركة العام الماضي، وهي النسبة الأكبر في جنوب شرق آسيا. وعلى سبيل المقارنة، بلغت مبيعات "آبل" في فيتنام 1.43 مليون وحدة فقط. لذلك، من الطبيعي أن تطالب إندونيسيا باستثمارات أكبر من "آبل".
تجدر الإشارة إلى أن العديد من شركات الهواتف الأخرى قد أسست مصانع في إندونيسيا، بل وافتتحت متاجر رسمية موزعة في مختلف أنحاء البلاد، مما يعكس إسهامها في خلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد المحلي، وليس مجرد اعتبار البلاد سوقًا استهلاكية.
نأمل أن تصل الحكومة الإندونيسية و"آبل" إلى اتفاق مرض قريبًا.