لم تؤدي الإطاحة بالرئيس بشار الأسد على أيدي مقاتلي المعارضة قبل أسبوعين إلى استقرار الأمن في سوريا. وورد أن المظاهرات اندلعت على طول الساحل السوري، وفي مدينة حمص، وريف حماة وفي المناطق التي يسيطر عليها العلويون، بما في ذلك مدينتي طرطوس واللاذقية، فضلا عن مسقط رأس حافظ الأسد في القرداحة. وتدعو الجماعة العلوية إلى إطلاق سراح الجنود السوريين السابقين الذين سجنتهم منظمة هيئة تحرير الشام الإسلامية، التي أعلنت إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر وأنشأت سلطة جديدة.
قتل متظاهر واحد على الأقل وأصيب خمسة آخرون نتيجة محاولة قوات هيئة تحرير الشام قمع المظاهرات في حمص. يبدو أن احتجاج الجماعة العلوية قد اندلع بسبب مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت يظهر حرق مسجد علوي. فيما تصر السلطات مؤقتا على أن الفيديو منذ زمن طويل وليس حادثا حديثا.
إضافة إلى مواجهة المظاهرات، اشتبكت السلطة السورية الجديدة أيضا مع الموالين للأسد. ووقعت المعركة في ميناء طرطوس المتوسطي، يوم الثلاثاء (24/12). كشفت السلطات السورية الجديدة عن مقتل 14 شخصا ينتمون إلى قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية. في غضون ذلك، أصيب 10 أشخاص آخرين في كمين نصبته القوات الموالية للأسد في غرب البلاد. وقع الكمين عندما شنت قوات الأمن السورية عملية لاعتقال مسؤولين سابقين في نظام الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن ثلاثة متشددين مدعومين من الأسد قتلوا في الاشتباكات.
فيما أصدر وزير الداخلية السوري، محمد عبد الرحمن، بيانا في وقت مبكر من يوم الخميس (26/12)، الذي أكد فيه على التضحيات التي قدمت للحفاظ على أمن سوريا واستقرارها. وأضاف أن هذه التضحيات لن تتوقف حتى يتحقق الاستقرار ويستعاد الأمن بالكامل للشعب السوري. وستعمل بقبضة من حديد ضد كل من يجرؤ على تهديد أمن سوريا وحياة مواطنيها.
تشكل الاشتباكات مع الموالين للأسد أول تحد مباشر لسلطة الزعيم السوري الحالي، أحمد الشرع، الذي يبدو أنه بحاجة إلى بذل قصارى جهده للسعي إلى الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد. يجب تنفيذ حملة اعتقال الموالين للأسد بعناية لأنها تخاطر بزعزعة استقرار البلد الهش بالفعل.
كما أن السياسات التي اتخذها الزعيم السوري الفعلي أحمد الشرع تحتاج أيضا إلى دراسة متأنية. لا تدع أي طرف أو مجموعة تشعر بأنها تعامل بشكل غير عادل من أجل التسبب في مشاكل جديدة.