يبدو أن العلاقة بين فرنسا والعالم الإسلامي على المحك. فقد وقعت سلسلة من أعمال العنف، مثل مقتل مدرس التاريخ في فرنسا, صموئيل باتي، على يد مسلم من اصول شيشانية، وهجوم على كنيسة في نيس، بجنوب فرنسا، خلف 3 قتلى.
دفعت هذه الحوادث على الفور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إصدار بيان بأن فرنسا حاليًا تتعرض لهجوم من قبل إرهابيين إسلاميين. كما اعلن عن زيادة الأمن بالشوارع بشكل سريع، إذ نشر ماكرون في السابق ما يصل إلى 3000 من أفراد الأمن العسكري، و لكن مع الهجوم في نيس، تم نشر 7000 من أفراد الأمن العسكري في مختلف الأماكن العامة مثل المدارس والكنائس.
اللافت أن مجلس العقيدة الإسلامية الفرنسي انتقد الاعتداءات وعبر عن أسفه لها. حتى أنه دعى المسلمين في جميع أنحاء فرنسا بإلغاء جميع أشكال الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف أمس الخميس (29/10).
بعد وقت قصير من الهجوم على كنيسة نوتردام باسيليكا بنيس، أصدرت السفارة الفرنسية في المملكة العربية السعودية بيانًا مفاده أن شخصًا بسكين هاجم حراس أمن خارج القنصلية الفرنسية في جدة.
الشروط ليست بسيطة، ورد على تصريح ماكرون حول ان الإسلام يمر بأزمة، فيما المجلة الفرنسية شارلي إيبدو تصور الرئيس التركي أردوغان في صورة كاريكاتورية بعد خلافاته مع ماكرون حول مقتل صمويل باتي من خلال دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية من قبل الجاليات المسلمة في مختلف الدول. هذا و من المعروف أن شارلي إبدو نشرت رسما كاريكاتوريا للنبي محمد، برغم انه يحظر تصوير شخصيته للمسلمين، مما تسبب في موجة من الاحتجاجات في مختلف الأماكن في العالم منذ وقت ليس بالطويل.
في ماليزيا ، نقل رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد أن رد الفعل القوي من قبل العالم الإسلامي على تصريح ماكرون كان شيئًا معقولًا للغاية، على الرغم من أنه لم يكن هناك حاجة إلى حدوثه. كما استدعت الحكومة الماليزية السفير الفرنسي للاستفسار عن هذا البيان.اما في إندونيسيا،فقد نصح نائب رئيس مجلس العلماء الإندونيسي وزيرة الخارجية أن تفعل الشيء نفسه. ومع ذلك، طلب مجلس العلماء الإندونيسي من المواطنين أيضًا توخي الحذر، وفهم أولاً ما هي المشكلة وعدم الرد السريع.
من الصعب إلى حد ما التكهن بكيفية انتهاء الفوضى بسبب بيان ماكرون. قد تكون المقاطعة ضد المنتجات الفرنسية في الدول الإسلامية و ايضا الاحتجاجات و ان المسلمين أكثر حدة إذا لم يتم التعامل مع الوضع على الفور.
في الواقع، يتطلب الأمر تنبيهات خاصة لفهم الحدود العالمية وموقف الاحترام المتبادل لتعاليم ورموز الأديان المختلفة في العالم. وكذلك النضج والفهم إلى أي مدى هي حدود حرية الرأي والتعبير بحيث يمكن حل العديد من المشاكل سلميا، دون عنف.
