يوم الأربعاء الماضي اندلعت ازمت جديدة في منطقة الخليج، فقد اتهمت سفينتان بحرينيتان بانتهاك المياه القطرية والتسبب في احتجاجات من البلاد. بينما اعتبر الطرف البحريني أن سفنه قد تم اعتراضها ومعاملتها بشكل غير لائق من قبل القطريين.
لا يمكن فصل المطالب و التصريحات، حول الحادث سواء من قبل قطر او البحرين، عن التوترات التي حدثت بين دول الخليج مؤخرًا. بل هناك مخاوف من أن يؤدي الحادث الاخير في البحر إلى تفاقم الوضع. و يبدو أن قطر، التي قاطعتها دول التحالف الرباعي منذ عام 2017 بسبب قربها من إيران، عليها انتظار تحسن العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول.فقد ظهرت إشارة السلام فعلاً بعد توقيع الإمارات العربية المتحدة والبحرين على تطبيع العلاقات مع إسرائيل بتسهيل من الولايات المتحدة.و تأمل قطر، التي قررت دعم الجانب الفلسطيني، توثيق علاقتها الهشة مع السعودية التي تدعم الفلسطينيين أيضًا. أصبح الوضع معقدا لأنه من ناحية أخرى، من المعروف أن المملكة العربية السعودية تتمتع بعلاقات اقتصادية واستثمارية قوية مع الولايات المتحدة. فيما تأمل قطر أن تنتهي قريبًا المقاطعة التي تعاني منها منذ عام 2017.
لكن مع حادثة اتهام السفن البحرينية بدخول قطر بشكل غير قانوني، يبدو أن اتصالات دول الخليج ليست منسجمة بعد. فالشكوك والقلق لا تزال قوية. لقد تعرضت سبع دول عربية، وهي الكويت والبحرين والعراق وسلطنة عمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لضربة شديدة بالاقتصاد بسبب جائحة كوفيد 19. ومع ذلك، مع زيادة الدخل غير النفطي، أصبحت هذه الدول، وخاصة المملكة العربية السعودية، أكثر استقرارًا في هذا الوقت.
بالطبع، هناك حاجة إلى تماسك الدول الشقيقة لتجاوز الأزمة بسبب الوباء والعلاقات الدبلوماسية مع أطراف خارج هذه المجموعة. سواء كانت إيران أو الولايات المتحدة. للأسف، مع حادثة اتهام السفن البحرينية بدخول أراضي قطر، يبدو أن التوترات بين دول الخليج لن تنتهي قريبًا.
