رحبت إندونيسيا بنتائج الاستفتاء السويسري الذي تمت الموافقة خلاله على التعاون الاقتصادي الشامل مع إندونيسيا. و خلاله أعرب ما يصل إلى 51.6 في المائة من سكان سويسرا عن دعمهم لتنفيذ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين إندونيسيا وأوروبا، و قد جرت عملية الموافقة على اتفاقية التجارة هذه في الاستفتاء الذى جرى يوم الأحد، 7 مارس.
تعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين إندونيسيا ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية التي تضم سويسرا والنرويج وأيسلندا وليختنشتاين، خطوة هامة، فقد تم توقيع الاتفاقية في عام 2018 بعد مرور 15 جولة من المفاوضات. و بعد التوقيع لزم كل دولة إجراء عملية التصديق عليها، حيث صادق عليها في اول مرة من قبل كل من النرويج وأيسلندا.
في السابق، واجهت عملية التصديق السويسرية تحدي الرفض في شكل التماس من إحدى المنظمات غير الحكومية السويسرية بشأن قضية مواد زيت النخيل الإندونيسي و التي اتُهمت بالإضرار بالبيئة. وفقًا للقانون المعمول به في سويسرا، يجب أن يمر التصديق على الاتفاقية الموافقة العامة عن طريق استفتاء شعبي.
تغطي اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين إندونيسيا وأوروبا التجارة في السلع والخدمات والاستثمار و تحسين القدرات حتى تحصل المنتجات الإندونيسية على إمكانية الوصول إلى الأسواق في شكل امتيازات إلغاء التعريفة او تخفيضها. وبالتالي، ستكون المنتجات الإندونيسية أكثر قدرة على المنافسة في سوق رابطة التجارة الحرة الأوروبية.
ستحصل إندونيسيا على إلغاء 7.042 مركز تعريفة لسويسرا وليختنشتاين، و 6.338 مركز تعريفة نرويجية و 8.100 مركز تعريفة أيسلندية.
بلغ إجمالي الصادرات الإندونيسية إلى سوق الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة في عام 2020, 3.4 مليار دولار أمريكي مع فائض رصيد لإندونيسيا بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي.
رداً على نتائج الاستفتاء السويسري، أعرب وزير التجارة محمد لطفي في بيانه الصادر يوم الإثنين (8/3) عن استعداد إندونيسيا للتعاون لزيادة التجارة والاستثمار تحت مظلة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين إندونيسيا و رابطة التجارة الحرة الأوروبية.
تعترف هذه الاتفاقية بروح التعاون والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة للمنتج الرائد لإندونيسيا، وهو زيت النخيل ومشتقاته. وشدد وزير التجارة محمد لطفي على أن هذا الاستفتاء له معنى خاصة لجهود إندونيسيا وسويسرا لضمان أن تصبح التجارة المفتوحة والعادلة أحد أعمدة اتفاقية التجارة. وأضاف أن سويسرا هى شريك تجاري واقتصادي مهم لإندونيسيا، والعكس صحيح. مع هذا، ستزداد التجارة بين البلدين بشكل كبير. علاوة على ذلك، أوضح الوزير محمد لطفي، أنه مع تصديق سويسرا على إتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين إندونيسيا وأوروبا، ستسرع إندونيسيا عملية التصديق في مجلس النواب حتى يتم تنفيذ هذه الاتفاقية بشكل سريع.
في غضون ذلك، صرح وزير التنسيق لمجال الاقتصاد أيرلانجا هارتارتو أن الحملة السلبية التي شنت ضد مواد زيت النخيل لم تحصل على دعم من المواطنين السويسريين خلال التصديق على اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الإندونيسية. وفقًا للوزير أيرلانجا هارتارتو، تظهر نتائج الاستفتاء السويسري اعترافًا دوليًا باتساق إندونيسيا والتزامها بتنفيذ مبادئ التنمية المستدامة.
