تعرضت إندونيسيا مرة أخرى لهجوم إرهابي. فقد هاجمت امرأة مقر الشرطة الوطنية في جاكرتا بعد ظهر يوم الثلاثاء (30/3). و قبل ذلك، قام شخصان بتفجير انتحاري أمام كنيسة كاتيدرال في ماكاسار، جنوب سولاويزي, يوم الأحد (28/3). واصيب نحو 20 شخصا بجروح. بعد حادثة ماكاسار، تحركت الشرطة الوطنية بسرعة، وفي النهاية تم القبض على بعض الأشخاص المشتبه في ارتباطهم بتفجير ماكاسار. بينما قتلت المهاجمة في مقر الشرطة بالرصاص.
كان من المثير للاهتمام أنه قبل عدة أيام من أحداث ماكاسار وجاكرتا، أي في 26 مارس، ألقى القائد السابق للجيش الوطني ورئيس الأركان الرئاسي الحالي,مولدوكو, في إحدى الجامعات خطابًا حول تهديدات الحركة المتطرفة. وأشارمولدوكو في تصريحاته إلى قضايا مختلفة. كان التطرف وعدم التسامح من بين القضايا التي تُهَدِد التنوع في إندونيسيا. وأكد أنه لا يمكن السماح للراديكالية والتعصب بإزعاج إندونيسيا قبل الذكرى المئوية لاستقلالها.
على الرغم من عدم وجود علاقة بين خطاب مولدوكو والأعمال الإرهابية الأخيرة، كان هناك تحذير مبكر. فالعمل الإرهابي ليس له ما يبرره، خاصة تلك التي تدعي أنها تمثل أيديولوجيا أو عقيدة. فلا علاقة بين الإيمان والإرهاب. و بدلاً من ذلك، هناك فقط أيديولوجية تدعي أنها تستند إلى الإيمان تحاول فرض فكرها على الاخرين.
كانت الأعمال الإرهابية الأخيرة بمثابة تذكير قاتم بحوادث مماثلة دبرها نور الدين إم توب والدكتور أزهري قبل عقد من الزمن. في ذلك الوقت، أرهب التفجير الانتحاري شعب إندونيسيا. وكان المراقبون قد حذروا من أن الراديكالية وشبكتهم لن تنتهي أبدًا سواء في إندونيسيا وأي بلد اخر، و يمكن العثور على التعصب والراديكالية طالما لم تتحقق رغبة المرء.
كما كشف قائد الشرطة الوطنية، الجنرالليستيو سيجيت برابوو، في مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء (30/3)، أن مُرتَكَبة العمل الإرهابي في مقر الشرطة قامت بعمل منفرد وعثر على كتب تطرف مختلفة وصور لرموز تنظيم داعش. في غرفة الجانية وعلى حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن ان تكون الجانية قد تأثرت بحركة داعش. فكما هو معلوم أن تنظيم داعش هو حركة باسم معتقدات معينة من خلال تبرير أي وسيلة لتحقيق أهدافها. لقد أربكت هذه الحركة منطقة الشرق الأوسط باسم معتقدات معينة.
لا يزال يتعين علينا تقدير الاستجابة السريعة من قبل الشرطة الوطنية في الكشف عن الجاني والشبكة. يمكن أن يمنع هذا الحوادث التالية، بينما لا تزال هناك حاجة إلى زيادة اليقظة في جميع الأماكن.
نأمل أن جميع أنشطة وتركيز أمن الدولة لن تتفانى في زيادة اليقضة ضد الأعمال الإرهابية، خاصة وسط جائحة كوفيد 19.
