بعد الانتخابات العامة التي جعلت بشار الأسد رئيسًا لسوريا مرة أخرى، ما زالت البلاد تعد ساحة لتقاسم النفوذ بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كما هو معروف، ففي الانتخابات التي أجريت يوم الأربعاء من الاسبوع الماضي، حصل بشار الأسد على 95 في المائة من الأصوات و اصبح بهذا رئيساً لسوريا لولاية رابعة. وقد قال رئيس مجلس النواب السوري، حمودة الصباغ، في مؤتمر صحفي، إن 78 في المائة من الناخبين أدلوا بأصواتهم. و من أجل تنفيذ الانتخابات، أكدت الحكومة السورية أنه في الواقع كانت الدولة تسير بشكل طبيعي على الرغم من وجود الصراع المسلح الذي استمر لمدة 10 سنوات، و حاليا وباء كوفيد 19.
تعرضت نتائج الانتخابات العامة التي أعادت تنصيب بشار الأسد لانتقادات من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقبل الانتخابات، أصدر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بيانًا مشتركًا يدين خطة الانتخابات التي اعتبرت من اختلاق بشار الأسد.فيما دعت الأمم المتحدة إلى إجراء انتخابات في سوريا بتدقيق دولي. و اعلنت ايضا الأمم المتحدة عن املها في أن تكون نتائج الانتخابات، تحت المراقبة الدولية، قادرة على تشجيع اطلاق قانون جديد يصبح وسيلة لحل النزاعات.
وبدلاً من انتقاد تنفيذ ونتائج الانتخابات، رحبت روسيا و هى حليفة بشار الأسد، بنتائج الانتخابات التي أعادت تنصيب بشار الأسد رئيساً لسوريا. وبفوزه، سيحكم بشار الأسد لمدة 7 سنوات أخرى ويستمر أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد.فقد حكم والد بشار، حافظ الأسد، سوريا لمدة 30 عامًا حتى عام 2000. و بدأ الصراع الدموي في سوريا في عام 2011 في عهد بشار الأسد. في النهاية, اصبحت المظاهرات التي صنفت ضمن الربيع العربي حرب أهلية اجتذبت فيما بعد دولًا لدعم بشار الأسد وتعارضه. ونتيجة لذلك، نزح ملايين الأشخاص، ومات الآلاف شخص، وعاش الشعب السوري في فقر.
لذلك، فإن الانتخابات يابني من المتوقع ان لا تكون قادرة على حل النزاعات الدموية و ايقاف الضرر بالبنية التحتية والتراث التاريخي الجميل لسوريا. إن غياب الحل الداخلي وتأثير وتدخل الدول الأجنبية سيجعل البلد الذي كان يطلق عليه الشام والمعروف أنه مزدهر ومزدهر، سيستمر في تمزقه فيما الشعب سيعاني المزيد من التمزق.
