لم يمض شهر على سيطرة حكومة طالبان الجديدة على أفغانستان في 15 أغسطس 2021، واعتبرت الكثير من الدوائر مجلس الوزراء الذي شكلته حركة طالبان والذي تم الإعلان عنه يوم الأربعاء، 7 سبتمبر 2021 بالتوقيت المحلي، مجلس وزراء وحافظ وغير شاملة.
كانت طالبان قد وعدت في السابق بتشكيل حكومة شاملة وتمثيلية لكل اطياف المجتمع. لكن من بين 33 مسؤول في حكومتها الجديدة، لا توجد امرأة واحدة. بالإضافة إلى ذلك، كلهم أعضاء أو شخصيات لها صلات بطالبان.
نقلاً عن وكالة أنباء أنتارا، قال رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني, علي شمخاني, إن حكومة طالبان تُظهر بوضوح عدم احترامها لحقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة. على سبيل المثال، من خلال منع النساء الأفغانيات، بما في ذلك فريق الكريكيت في البلاد، من ممارسة الأنشطة الرياضية. ليس ذلك فحسب، بل إن طالبان أيضًا لا تسمح بالمظاهرات والاحتجاجات الأخرى ما لم تحصل على إذن من السلطات.
هذا وقد أن دعت طهران إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، يشارك فيها جميع الجماعات السياسية والعرقية في البلاد. كما أعرب شمخاني عن قلقه من التدخل الأجنبي واستخدام الوسائل العسكرية في تلبية مطالب الجماعات العرقية المختلفة في أفغانستان.
وإلى جانب طهران، قالت بعض الدول، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر وإندونيسيا، إن الحكومة الجديدة التي شكلتها طالبان فشلت في الوفاء بوعودها بتشكيل حكومة شاملة, و هى الحكومة القادرة على قبول مختلف أشكال التنوع والاختلاف بداخل افغانستان .
من المؤكد أن غياب النساء في الحكومة الأفغانية يثير تساؤلات حول التزام طالبان بحماية واحترام حقوق النساء والفتيات. كما انه من الواضح أن الالتزام الذي تم نقله يعدإشارة خاطئة عن هدفها المزعوم المتمثل في بناء مجتمع شامل وقوي ومزدهر.
العالم ينتظر من طالبان تحقيق وعودها والتزاماتها تجاه القانون الدولي، بينما يأمل في أن يصبح المجتمع الأفغاني مجتمعا مفتوحا. لذا ينبغي على حكومة طالبان ألا تحمي أو تصبح قاعدة للجماعات الإرهابية داخل أفغانستان أو خارجها.
