لا تزال شبه الجزيرة الكورية تعيش حالة الحرب الباردة. فالى غاية اليوم لا تزال كوريا الشمالية والجنوبية تظهران حالة نزاعات دائم بينهما مما يشير إلى عدم وجود سلام حقيقي، و هذا بحكم وجود مناورات مختلفة على شكل تصريحات وأعمال عسكرية. كما و لا يزال دور القوى الكبرى, التي كانت في السابق العامل الرئيسي في انقسام كوريا الشمالية والجنوبية، يؤثر بشكل كبير على الصعود والهبوط في حالة التوترات بين الطرفين.
أظهر الخطاب الدبلوماسي الأخير من بيونغ يانغ بشأن التقارب الطارئ أو الخط الساخن حالة المنطقة. فوفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الدولية المختلفة، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أن كيم جونغ أون مستعد لإعادة الخط الساخن الذى يمكن من الاتصال بالقادة و كبار المسؤولين في البلدين للتواصل. و نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بيان الزعيم الكوري الشمالي الذي يفيد أن استئناف العلاقات الطارئة سيكون وسيلة لتحقيق آمال الأمة الكورية بأكملها.
جاء الخطاب السياسي لكيم جونغ أون بشأن الخط الساخن بعد أيام من تجربة كوريا الشمالية لإطلاق صاروخين تفوق سرعتها سرعة الصوت باتجاه بحر اليابان. و يقال إن هذه الصواريخ لديها القدرة على أن تصبح أحد أسرع الأسلحة وأكثرها دقة في العالم ويمكن تجهيزها برأس حربي نووي.
منذ البيان الذي أدلى به كيم جونغ أون، وحتى يوم الجمعة 1 أكتوبر، لم يكن هناك أي رد من كوريا الجنوبية. الخط الساخن غير متصل منذ أن اغلقته كوريا الشمالية في أغسطس الماضي. فيما جاءت الخطوة من قبل كوريا الشمالية ردا على التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية و الولايات المتحدة، هذه الاخيرة التي تشتهر بتقديم الدعم دائمًا لكوريا الجنوبية. تبدو الولايات المتحدة متسقة مع موقفها منذ انفصال الكوريتين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
من ناحية أخرى، انقطعت علاقات كوريا الشمالية مع القوة العظمى بما فيها الاتحاد السوفياتي ذلك عقب تشتت هذه الاخيرة في أوائل التسعينيات. ولكنها تحسنت مرة أخرى بعد أن عقد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون اجتماعا مع فلاديمير بوتين في أبريل 2019. وحتى مع ذلك, على عكس واشنطن، لم يدعم الكرمليم كوريا الشمالية علانية.
من المؤكد, أن كل من الولايات المتحدة وروسيا تنظران إلى شبه الجزيرة الكورية على أنها منطقة مهمة في المنظور الجيوسياسي لمنطقة شرق آسيا. تعتبر البحار الكورية أيضًا طريقًا للتجارة العالمية، ليس فقط لروسيا والولايات المتحدة، ولكن أيضًا للصين واليابان. بالنظر إلى هذا الواقع، فإن الصراع في شبه الجزيرة الكورية وجهود حله ستظل تشمل الدول الكبرى.