سيزور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي روسيا الشهر المقبل للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفقا لوكالة الأنباء الروسية، تاس، فإن الاستعدادات جارية لزيارة مودي إلى موسكو وسيتم الإعلان عن الموعد قريبا.
ستكون زيارة مودي، إذا سارت وفقا للخطة، زيارته الأولى منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير 2022. وكان آخر لقاء لمودي شخصيا مع بوتين في عام 2022، على هامش قمة أمنية عقدت في أوزبكستان.
تظهر زيارة مودي أن الهند تحت قيادة رئيس الوزراء مودي لم تتخلى عن روسيا. فقد نشأت فكرة أن الهند لم تعد قريبة من روسيا عندما أدلى مودي في سبتمبر 2022 ببيان بشأن الحرب الروسية الأوكرانية وقال لبوتين إن «العصر الحالي ليس عصر الحرب». ووفقا له، فإن الديمقراطية والدبلوماسية والحوار قد وحدت العالم. كما تلقى مودي إشادة من الولايات المتحدة بسبب تصريحه هذا.
تظهر زيارة مودي إلى روسيا أيضا أن الهند لا تخضع في الواقع لضغوط من أي دولة أو لا تتأثر بها. من الواضح أن الضغوط من الغرب لا يمكن أن تعطل العلاقات الروسية الهندية الوثيقة التي تأسست منذ حقبة الحرب الباردة. هذا واضح على سبيل المثال، على الرغم من المقترحات المتكررة لفرض عقوبات على موسكو من الدول الغربية. فيما امتنعت نيودلهي بشكل عام عن التصويت على أي إدانة لروسيا في الأمم المتحدة.
كما استمرت العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي في النمو منذ عام 2022. فقد أصبحت الهند واحدة من أهم الشركاء التجاريين لروسيا وهي مشتر رئيسي للنفط الروسي بعد العقوبات التي فرضتها الدول الغربية والمتعلقة بالحرب في أوكرانيا. كما وارتفعت واردات الهند من النفط الخام من روسيا من 2,47 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 46,49 مليار دولار أمريكي في عام 2024.
وفي الجانب الآخر ظلت علاقات الهند مع الولايات المتحدة جيدة أيضا. ففي شهر يونيو 2023، قام مودي بزيارة دولة إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن. حتى أن الزعيم الهندي ألقى خطابا أمام الكونجرس الأمريكي، وهو شرف يمنح عادة لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها المقربين. كما عززت الزيارة الشراكات القائمة في مجالات الدفاع والتجارة والتكنولوجيا.
إن موقف الهند المتمثل في عدم تشكيل تحالف رسمي مع الولايات المتحدة أو روسيا جدير بالثناء. فمن المهم أن نفهم أن الهند كدولة ذات سيادة لها الحق في الحفاظ على التوازن في إقامة علاقات، سواء مع أمريكا أو روسيا لصالح شعبها.