أفغانستان لا تزال غير آمنة. فقد تغيرت الاوضاع خلال أداء صلاة عيد الأضحى، يومالثلاثاء 20 يوليو في كابول, جراء هجوم صاروخي. بينما كان الرئيس الأفغانستاني و المصلون الآخرون الذين يؤدون صلاة عيد الأضحى في مبنى القصر الرئاسي، و جراء الاحداث انفجر صاروخ بالقرب من الموقع. ومع ذلك، واصل الرئيس أشرف جاني وعدد من الوزراء ومسؤولين آخرين بالدولة إتمام صلاة عيد الأضحى.
منذ بدء انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان منذ وقت قصير، لم تظهر الحالة الامنية في البلاد أي مؤشرات على خلق وضع ملائم. ويقال إن حركة طالبان سيطرت على أكثر من مائتي منطقة. وتتواجد معظمها في الشمال، وهى معقل تمرد طالبان. ولكن رفضت طالبان تحمل المسؤولية عن الهجوم الصاروخي يوم الثلاثاء.
ونفى المتحدث باسم طالبان, سُهَيل شاهين, أن تكون الحركة نفذت الهجوم الصاروخي. وأكد أنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الأضحى. وقالت حركة طالبان إن الهجوم نفذته جماعة خراسان داعش. ومن بين الصواريخ الثلاثة التي تم إطلاقها يوم الثلاثاء الماضي، كان صاروخ واحد فقط موجهاً بالقرب من القصر الرئاسي. تبنى جماعة داعش في أفغانستان مسؤولية عن الهجوم الصاروخي.
إن ذكر قيام جماعة داعش بتشويه صلاة عيد الأضحى في كابول ومحيطها، قد يشير إلى أن الوضع الأمني في أفغانستان مقلق بشكل متزايد. إذا كان اتهام طالبان صحيحًا بأن جماعة خراسان داعش هي التي نفذت الهجوم، فإن الظروف في أفغانستان ستعتمد حقًا على الحكومة وطالبان أنفسهم. إذا اتفقوا على صنع السلام والتفاوض من أجل أفغانستان أفضل، فسيتم التغلب على تدخل الغرباء مثل داعش معًا. من ناحية أخرى، لا يبدو أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد انسحاب القوات، يعتزمان لعب دور في أفغانستان بعد الآن.
في الحقيقة, يمكن التغلب على جماعة داعش من خلال المصالحة بين الحكومة وطالبان. لذلك، يجب استمرار وقف إطلاق النار الذي تم تنفيذه خلال عيد الأضحى. وبذلك، يمكن بدء الجهود لاتخاذ نهج لحل الحرب الأهلية. إن التوصل إلى اتفاق لإحلال السلام والوئام في أفغانستان يعتمد على إرادة الطرفين.
إذا لم يكن بالإمكان السيطرة على الوضع الداخلي، فمن المحتمل جدًا أن يكون للنفوذ الأجنبي مصلحة في أفغانستان. إذا حدث ذلك، فإن حلم الشعب الأفغاني بتحقيق حالة سلمية وآمنة سيظل من الصعب تحقيقه.
